عبد الله إبراهيم

يضمُّ كتاب «المقالات» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) للمفكر العراقي عبد الله إبراهيم مجموعة من المقالات النقدية والفكرية التي تغطي مواضيع متنوعة. ينقل الكتاب مشاعر المؤلف ورؤاه الشخصية حيال عدد من القضايا الثقافية والأدبية المعاصرة، بدءاً من تحليل المفاهيم السردية ووظيفتها النقدية، مروراً بالنظر في هويّة الشعر ودوره في الثقافة، وصولاً إلى مناقشة الوجودية والسياق الثقافي العربي الحديث. يتميّز الكتاب بأسلوب مبتكر، حيث يمزج الباحث بين التحليل العميق والنظرة الشخصية، ما يجعله سجلاً ثقافياً يُعبِّر عن فلسفة المؤلف ورؤياه. باختصار كتاب «المقالات» ليس فقط مجموعة من النصوص النقدية، بل هو مرآة تعكس تجارب الكاتب ورؤاه الخالصة حول مجموعة متنوعة من القضايا الثقافية والأدبية المعاصرة.

محمد صفا


يروي المناضل اللبناني والأسير السابق في سجون الاحتلال الإسرائيلي محمد صفا في كتابه «الاغتيال: مذكرات رحالة» (دار الفارابي) تجربته التاريخية منذ عام 1968. يحوي العمل مذكرات المناضل صفا عن الطفولة، وبداياته في العمل السياسي والاجتماعي ومرحلة المراجعة والنضال الشعبي والنقابي والإعلامي والتدريب على السلاح، وأهمية المقاومة الفلسطينية والمسألة الوطنية والاجتماعية. كما يتضمن مذكرات حول عملية بناء الحزب الشيوعي في بلدان الشرق واجتياح 1982 وصولاً إلى «طوفان الأقصى» الذي ينذر بمرحلة تاريخية جديدة. ويتحدث صفا في عن مرحلة النضال الحقوقي وتجربة الاعتقال وترحيله من المكسيك بقرار أميركي إسرائيلي وانطلاق مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب والاعتراف به في الأمم المتحدة، إلى جانب ملحق صور ومؤتمرات واعتصامات ولقاءات وكتب وأوسمة.

ماتياس دسميت


يشرح أستاذ علم النفس البلجيكي ماتياس دسميت، في كتابه «سيكولوجية التوتاليتارية» (دار الساقي ــ ترجمة مالك سلمان) الخطوات التي تستخدمها الحكومات ووسائل الإعلام لإضعاف معنويات الشعب وممارسة السيطرة، وحظر الآراء المعارضة وإقناع مجموعات كبيرة من الناس بالعمل ضد مصالحهم الخاصة. يؤكد المؤلف أنّ العالم اليوم أصبح أسيراً لما يُسمّى تكوين الكتلة الشعبية وهي نوع خطير من التنويم المغناطيسي الجماعي. لقد بدأنا نشهد اليوم حالة من الشعور العام بالوحدة والإحباط الجماعي وانهيار الروابط الاجتماعية، بالإضافة إلى القلق وفقدان الخصوصية وعدم احترام الحياة الفردية. يجري دسميت تحليلاً نفسياً عميقاً على أعمال الفيلسوفة حنة آرندت عن التوتاليتارية، ويُقدِّم نقداً بناءً لسيطرة وسائل التواصل الاجتماعي وتلاعبها الخبيث بالرأي العام واستغلالها للتكنولوجيا لبث السموم.

ناصر عراق


يعود الكاتب المصري ناصر عراق في روايته «أنا وعمي والإيموبيليا» (دار الشروق) إلى حقبة الأربعينيات من القرن الماضي. تدور أحداث الرواية حول «روبرت شارفنبرج»، وهو لاجئ ألماني فرَّ من الغستابو إلى مصر. بعد وفاة صديقه المصري الذي ساعده في العمل بالسينما، يتولى «شارفنبرج» رعاية ابنه «فكري». تتعقد الأحداث بوصول «إلزا»، ابنة أخت شارفنبرج، إذ يحاول فكري جذب انتباهها. في الوقت نفسه، يقع «شارفنبرج» في حب «زوزو»، التي يشكُّ «فكري» في كونها جاسوسة، ما يدفعه إلى التحقيق في أمرها. تنقل الرواية بشكل تشويقي أجواء العمل السينمائي في مصر في تلك الحقبة، وهو ما يُعَبر عنه ناصر عراق في أجواء من الطرافة، ليُظهر بعض الشخصيات المعروفة مثل أم كلثوم ومصطفى النحاس وصلاح أبو سيف ونجيب محفوظ بوصفها شخصيات فاعلة داخل النص، تتبادل مع أبطاله الكثير من الهموم والتساؤلات حول نشاط أجهزة المخابرات في عالم ما قبل الحرب العالمية الثانية.

عصام زكريا


يقدم الصحافي والناقد السينمائي المصري عصام زكريا في كتابه «أكثر الرجال ضحالة: مختارات من قصص ونثر وودي آلن» (الكتب خان) ترجمة لـ 24 قصة قصيرة من تأليف وودي ألن، بالإضافة إلى مقتطفات من فقرات «ستاند آب» للمخرج والممثل الأميركي المعروف، الذي يُعتبر حالة فريدة في التعبير عن المزاوجة بين صناعة الفيلم وكتابة الأدب. تحكي إحدى قصص الكتاب التي حققت نجاحاً كبيراً، عن بطل من نيويورك، هو أستاذ في الإنسانيات في «سيتي كوليدج»، يحاول الهروب من حياته الزوجية التعيسة، عبر اللجوء إلى ساحر يتمكن بألعابه السحرية من دخول رواية «مدام بوفاري» للأديب الفرنسي فلوبير؛ لكي يقيم علاقة عاطفية مع البطلة، وهو ما يتسبب في تغيير أحداث الرواية. يبلغ الخيال الساخر مداه في القصة، عندما يتنقل المؤلف ما بين قصة الحب التي تجمع البطل المعاصر ومدام بوفاري، وبين طلاب الأدب في الكليّات، الذين فوجئوا بشخصية غريبة ظهرت في الصفحة الـ100 من الرواية.

جيل كيبيل


يناقش أستاذ العلوم السياسية والباحث الفرنسي جيل كيبيل، في كتابه « إبادات جماعية: إسرائيل وغزّة والحرب ضد الغرب» (2014) الصادر حديثاً عن «المنظّمة العربية للترجمة» (نقلته إلى العربية الباحثة اللبنانية زهيدة درويش جبور)، العدوان الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيلي على غزّة من زاوية تأثيره على الغرب، الذي أصبح بدوره جزءاً من الصراع في المنطقة. يرسم المؤلف لوحة قاتمة عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ودوامة العنف المستمرة التي تمتد جذورها عميقاً في التاريخ. يشرح كيبيل للقراء تداعيات المحرقة الجارية في غزة التي تمتد من اليمن إلى لبنان، مفاقمة التوترات الإقليمية ومهدّدة بحرب عالمية ضد الغرب وقيمه، و يعبِّر عن خشيته من اشتعال المواجهة بين «الجنوب العالمي» و «الشمال» المُتّهم بالاستعمار ومعاداة الإسلام. ويؤكد أنّ هنالك إعادة تشكيل للعلاقات والتحالفات الدولية بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، على نحو مشابه لما حصل بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001.