بعد انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات اليمنية برعاية الأمم المتحدة، عبّرت حركة «أنصار الله» عن خيبة أمل من عدم الجدية التي أظهرتها جلسات المحادثات في سويسرا قبل أسبوع.
وقال عضو المجلس السياسي في «أنصار الله»، عبد الملك العجري، إن المفاوضات التي انتهت من دون اتفاق ينهي العدوان السعودي ويرفع الحصار المتواصل منذ تسعة أشهر على اليمن وشعبه، عكست قصوراً في أداء الأمم المتحدة وعجزها عن إنجاز أي اتفاق. وأكد العجري، في حديثٍ إلى «الأخبار» (علي جاحز)، أن هدف الجولة السابقة كان وقف إطلاق النار وتهيئة الأرضية لإحياء العملية السياسية واستئناف المحادثات، في وقتٍ لم يتحقق فيه وقف إطلاق نار لساعة واحدة.
وعن تحديد موعد جولة التفاوض المقبلة في الرابع عشر من كانون الثاني المقبل ومكانها في إثيوبيا، قال العجري إنهما يأتيان كمحاولة لترحيل الأزمة، موضحاً أن ذلك يجعل الحركة غير متفائلة بقدرة الأمم المتحدة على إيجاد حل. وعبر المسؤول اليمني عن اعتقاده بأن المبادرات المحلية والدولية الفعالة قد ينتج منها تقدم ما، ولكن «أطرافاً دولية وإقليمية عدة مستفيدة من بقاء الحرب».
وترى «أنصار الله» أن مكان المفاوضات غير مهم وليس له علاقة بنجاح المفاوضات أو إخفاقها. وأوضح العجري أنه سواء عقدت الجولة المقبلة في سلطنة عمان أو إثيوبيا أو سويسرا، «لن يتغير أي شيء إذا بقيت المواقف على حالها». أما بالنسبة إلى الموعد، فيرى أنه لترحيل الأزمة فقط، قائلاً إن السفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر، طلب التأجيل إلى منتصف كانون الثاني متذرعاً بعطلة الأعياد، فيما قد يكون التأجيل لأغراض أخرى، وفق العجري.
المسؤول في «أنصار الله» وصف أن الأمر متعلق بـ«طبخة إقليمية» يمكن ربطها بالأزمة السورية، ولا سيما بعد إصدار مجلس الأمن قراراً حول سوريا السبت الماضي. ويوضح أن الوضع في اليمن قد يتوقف على المكاسب التي قد تتحقق في سوريا للأطراف الإقليمية والدولية. وأضاف أن الحربين في سوريا واليمن مرتبطتان بعضهما ببعض، لأن خسارة الأميركيين والخليج في سوريا ستدفعهم إلى البحث عن مكاسب في اليمن، والعكس بالعكس.
ووفقاً للعجري، تريد «الأطراف الفعالة» تسوية الأزمات في المنطقة كحزمة واحدة بحيث تتوزع المكاسب والخسائر، لذلك فإن إطالة عمر الأزمة اليمنية مرتبط بنتائج الأوضاع الإقليمية.
كذلك رأى المتحدث باسم الجيش اليمني، العميد غالب لقمان، أن الحل يكمن في المفاوضات الجدّية، وأن مفاوضات سويسرا كانت عبثية، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة لم تستطع أن تفرض على السعودية أي كلمة.
على الصعيد الميداني، استهدفت القوات اليمنية، ليل أول من أمس، شركة «أرامكو» النفطية في جيزان، بواسطة صاروخ «قاهر 1» الباليستي المطوّر محلياً. وفيما أعلنت السعودية أنها أسقطت الصاروخ الموجه باتجاه «أرامكو»، أقرّ ناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي بسماع دوي انفجارات في جيزان بالتزامن مع إطلاق «قاهر 1». كذلك أفادت مصادر عسكرية بأن حصيلة عمليات يوم الأحد في جيزان كانت تدمير ست آليات سعودية.
وشنّ طيران «التحالف» سلسلة غارات على محافظة لحج استهدفت منطقتي القبيطة والشريجة، ومثلها في تعز على مديرية الراهدة ومنطقة حيفان. كما استهدفت سلسلة من الغارات شبكة الاتصالات في جبل عنم بمديرية سحار التي تتبع صعدة محافظة صعدة، إلى جانب قصف محطة الوقود وعدد من المحال التجارية في مديرية بيحان في محافظة شبوة.