القاهرة | تسعى مصر إلى التخلص من ضغوط إسرائيلية مرتبطة باستيراد الغاز الذي يُستخدم في توليد الكهرباء، تزايدت خلال الشهور الأخيرة مع العدوان على غزة، ودفعت القاهرة إلى البحث عن مصادر أخرى، ولو بتكلفة أعلى. وبالفعل، بدأت مصر التحرك على مسارات عدة لتجنب الاعتماد الكامل على إسرائيل، وسط استشعار القاهرة، عبر الاتصالات الثنائية، أن ما يجري محاولة إسرائيلية متعمدة لمضايقتها، أدت إلى أزمة حادة في التيار الكهربائي في مصر خلال الأسابيع الماضية، وإيقاف الكهرباء عن مصانع الأسمدة وغيرها من القطاعات الحيوية.ويأتي هذا في الوقت الذي سجّلت فيه واردات الغاز الطبيعي من إسرائيل اضطراباً خلال المدة الماضية. وخلال الشهر الفائت، ورّدت إسرائيل لمصر نحو 1.15 مليار قدم مكعب يومياً، مقارنة بنحو 850 مليون قدم مكعب يومياً خلال الشهر الجاري، وهو ما تفسره تل أبيب بزيادة الاستهلاك المحلي، إلى جانب الظروف القاهرة (الحرب) التي أدت إلى تراجع إنتاج حقول الغاز الإسرائيلية، بحسب الإحصائيات الرسمية، فيما يعزوه مراقبون في مصر إلى «المواقف السياسية التي صدرت عن القاهرة خلال المدة الماضية».
ورغم توقف مصر عن استيراد الغاز منذ عام 2018، إلا أنها بدأت إجراء مناقصة من أجل شراء كميات كبيرة من الغاز الطبيعي من الأسواق العالمية عبر «الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية» (إيجاس)، والتي فتحت الباب لـ17 مناقصة مختلفة، على أن يجري تسليمها تباعاً اعتباراً من الشهر المقبل. وستضطر مصر إلى سداد أسعار أعلى في المناقصات - رغم رغبتها في سداد مؤجل وشروط ميسرة -، الأمر الذي يتوقع أن يترجَم بدفع ما بين دولار ودولارين زيادة لكل مليون وحدة حرارية بحسب تقارير إخبارية، وسط رهانات على تلقي عروض تسعير متعددة.
ويأتي طلب الشحنات الجديدة رغم توقعات سابقة باستيراد شحنات أقل.
ورّدت إسرائيل لمصر خلال الشهر الجاري نحو 850 مليون قدم مكعب يومياً خلال الشهر الجاري

إذ إن تراجع الغاز المنتج من الحقول محلياً في الأسابيع الماضية، لعب دوراً في زيادة المناقصات المقرر تنفيذها، مع تدبير اعتمادات مالية استثنائية لها خلال الشهور المقبلة، تسدد قبل نهاية العام المالي الجديد الذي يبدأ الشهر القادم. وتنتظر الحكومة المصرية أن تكون الشحنات الجديدة بمنزلة ملاذ أخير لها للحد من انقطاع الكهرباء، والذي يؤمل أن يسهم فيه أيضاً وصول سفينة «التغويز» المعروفة باسم «هوج جاليون» للغاز الطبيعي المسال من أجل تأمين الاحتياجات الإضافية للاستهلاك المحلي.
والجدير ذكره، هنا، أن مصر تحتاج يومياً إلى نحو 135 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و10 آلاف طن من المازوت، لإنهاء الانقطاعات المتكررة للكهرباء في أنحائها كافة. إلا أن تلك الكميات لا تتوافر بشكل كامل لدى السلطات، التي بدأت في نقل تخفيف الأحمال بشكل كبير، إلى خارج العاصمة والمدن الصناعية.