أسدل الستار على المشهد الدرامي الرمضاني هذا العام، لتبدأ عملية تقويم المسلسلات، وخصوصاً المصرية. ورغم أن دراما «المحروسة» حاولت مواكبة التطورات التي شهدتها مصر بعد «ثورة 25 يناير»، إلا أنّ أغلبها فشل في الاقتراب على نحو واقعي من هذه الانتفاضة. هكذا خرج حسين فهمي سريعاً من السباق الرمضاني في مسلسل «تلك الليلة» (إخراج عادل الأعصر) بعدما سرّبت نهايته إلى الإعلام قبل أسبوع واحد من الحلقة الأخيرة.
أما غادة عبد الرازق فلم تنجح في الهروب من مصيرها الذي كان معروفاً سلفاً، فرفضها الجمهور في مسلسل «سمارة» (إخراج محمد النقلي). كما بدا العمل مليئاً بالأخطاء والهفوات الدرامية، وأبرزها اختيار لوسي لتكون والدة عبد الرازق، مع العلم بأن الفرق في العمر بينهما ليس كبيراً. وعكس غادة، تمكّنت صابرين من كسب ود الجمهور، بعدما اعتذرت من الثوار، فنجحت في مسلسليها «لحظة ميلاد» (إخراج وليد عبد العال) و«وادي الملوك» (إخراج حسني صالح). وهذا الأخير شاركتها بطولته سمية الخشاب، التي برزت أيضاً في مسلسل «كيد النسا» (إخراج أحمد صقر) إلى جانب فيفي عبده. وكانت الراقصة المصرية الشهيرة قد أعلنت أن السنوات المقبلة ستشهد أجزاء إضافية من «كيد النسا» بما أن العمل «يستحقّ البقاء في السباق».
أما المنافسة الحقيقية على الفوز بالمرتبة الأولى، فيبدو أنها تنحصر بين خالد الصاوي وخالد صالح، اللذين نجحا في جذب الجمهور في مسلسليهما «خاتم سليمان» (إخراج أحمد عبد الحميد)، و«الريان» (إخراج شيرين عادل). وقد أكد صالح أنه من أبرز الوجوه الرمضانية، كذلك الأمر بالنسبة إلى الصاوي الذي نجح للسنة الثانية على التوالي في تأكيد مهارته وأدائه المتميّز.
لكن لم يبتسم الحظ لتامر حسني، ولم يحقق مسلسله «آدم» (إخراج محمد سامي) النجاح المتوقّع بعد حملة إعلانية وإعلامية مكثّفة. وهو ما ينسحب أيضاً على «مسألة كرامة» (بطولة حسن يوسف، وعفاف شعيب وإخراج رائد لبيب)، فبدا العمل غارقاً في المثالية. أما عمرو سعد فتغلّب على ممثلي «شارع عبد العزيز» (إخراج أحمد يسري) فارضاً نفسه كبطل أول.
أما المسلسل الأبرز، الذي شغل النقاد والجمهور حتى قبل عرضه، فهو «الشحرورة» (إخراج أحمد شفيق). العمل المصري ـــــ اللبناني لم يتمّكن من الارتقاء إلى الحياة الحقيقية لصباح، التي شغلت الدنيا طيلة سنوات. وبدا واضحاً أن الوثائق التي حصلت عليها الشركة المنتجة من تلفزيون «المستقبل» لم تكن كافية لتخليد حياة «الصبوحة» في المسلسل. وقد جاء نص العمل الذي كتبه فداء الشندويلي منقوصاً، إلى جانب تركيزه على مشاهد غير مهمة في حياة صباح. إذاً، فشل الشندويلي في كشف الجانب الشخصي الحقيقي لحياة صباح وركز على حياتها العائلية، مغفِلاً أبرز محطاتها الفنية. كما ابتعد عن علاقاتها السياسية، وسبب حرمانها من جنسيتها المصرية لفترة محددة. أما كارول سماحة فبدت كأنها لم تتقمّص الشخصية، لسببين: الأول هو انشغالها بفنها الخاص، أما الثاني فهو خوفها من التصاق شخصية صباح فيها بعد انتهاء العمل.