أنا بأكتر الأوقات بعتبِر حالي عايشي بمدينة ما بعرف إذا بَعد فيّي حِبّا أو إتوَقّع شي مِنّا. وللأسف، مِتل كتير غيري من الناس، بيروت بتضَلّ تفاجئني بكميّة الإحباط والغضب اللّي بَعدها قادرة تسبِّبلي ايّاهن.
شغلي خلاني ارجع اتأكد انّي ما فقدت الأمل بمدينتي
على طول كنت حِسّ إنّي ما بنتمي لمدينتي وكان عندي صعوبة لاقي محلّي بالزّمان والمكان اللي صدَف وخلقِت فيُن. أكيد كلّنا منخلَق صدفة بمكان مش نحنا منختارو، وبزمان يمكن كنّا منفضّل غيرو. بسّ اللي ما كان صدفة بحياتي هوّ اختياري لدخول عالم المسرح وجعلو وسيلة التواصل بيني وبين بيروت وناس بيروت. شغلي وحياتي بالمسرح خلّوني إرجع إتأكّد إنّي ما فقدت الأمل بمدينتي رغم كلّ الصعوبات السريالية اللي بتحتويا. ورغم النواقص الموجودة عنّا على صعيد الدعم للفن، مادّي وغير مادّي، المسرح هو اللي مخلّيني ببيروت لأنو الجمهور هوْن هوّ الجمهور اللي بدّي إحكي معو وإصطدِم معو وإضحك أو إغضب معو. أكيد مرّات صعب كتير حافِظ على هيدي الرغبة، وبحتاج فعلاً إنّي إهرب على غير مدن بغير بلدان كرْمال تتجددّ طاقتي وإحصل على مدى ما بلاقيه ببيروت، وكرمال إتواصل بشغلي مع ناس جداد وإكتشف حالي كيف بكون برّات مدينتي اللي عم تجرِّب تكون مدينة. بَس دايماً برجَع وبشعُر قدّيش عندي إشيا بدّي قولها هون، إشيا بدّي غيِّرها، إشيا بدّي إفهمها. أنا وقت كون على المسرح بحِسّ حالي عن جَدّ عايشي وإنّي بالفعل عم بفتح الباب وعم بستقبل الناس بعالمي بكلّ صدق وحاجة حقيقيّة للتواصل.
*ممثلة ومخرجة لبنانية