لم تشهد المسابقة الرسمية للدورة 77 من «مهرجان كان السينمائي الدولي» التي اختُتمت أخيراً، مشاركةً نسائيةً كبيرة، فأربعة أفلام فقط حملت توقيع مخرجات من أصل 22 تنافست على السعفة الذهبية. لكنّ أكثر من نصف هذه الأفلام كانت بطولتها نسائية، فيما عرضت أفلام «مهرجان كان» هذه السنة مشكلات المرأة من أميركا إلى أوروبا والهند وإيران وصولاً إلى الصين... مشكلات اجتماعية ونفسية خاصة وعامة، طالت مختلف الأجيال والثقافات. كما كان لافتاً قوة الأفلام السياسية التي هيمنت على شواطئ المدينة الساحرة، بدءاً بفيلم «المتدرب» للمخرج علي عباسي، الذي يغوص في أعماق الإمبراطورية الأميركية، بينما يرسم خريطة صعود دونالد ترامب إلى السلطة عبر «صفقة فاوست» مع المحامي اليميني والمصلح السياسي روي كوهن، مروراً بفيلم «ليمونوف» للروسي كيريل سيريبرينيكوف، الذي يحكي قصة الكاتب الروسي إدوارد ليمونوف (1943 – 2020 ـــ الأخبار 23/5/2024)، التي تلخّص تاريخ الاتحاد السوفياتي منذ الحرب العالمية الثانية حتى يومنا هذا، وانتهاءً بفيلم «بذرة التين المقدّس» للمخرج الإيراني محمد رسولوف، الذي حصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة.جاءت جوائز هذا العام مرضية ومستحقّة، ولو خرجت أسماء سينمائية بارزة بخُفَّي حُنين مثل فرانسيس فورد كوبولا، وباولو سورنتينو وبول شريدر وغيرهم. كما جاءت النتائج مناسبة للتوجّه السائد القاضي بالتوفيق بين الأفلام التجارية وتلك الفنية، ففيلم «أنورا» (المتوّج بـ «السعفة الذهبية») للمخرج الأميركي شون بيكر، سوف يحطّم شبّاك التذاكر لدى طرحه في الصالات السينمائية. كما كان لافتاً عودة السينما الهندية بعد ثلاثين عاماً إلى المنافسة، إذ حصد «كل ما نتخيّله كضوء» للهندية بايال كاباديا الجائزة الكبرى. وكان الرابح الأكبر الفرنسي جاك أوديار عن فيلمه «إميليا بيريز» (الأخبار 21/5/2024) الذي خالف كلّ توقعاتنا. إذ قفز المخرج فوق الهاوية، وغامر بفيلم غنائي، ومسرحية موسيقية حول تاجر مخدرات في المكسيك يقرّر تغيير جنسه لتحقيق حلم طفولته. والنتيجة لا يمكن إلا أن تكون مثيرة للإعجاب، سواء لمهارة المخرج الفرنسي السينمائية، أو لقدرته العبقرية على النقد والإدانة. حاز الفيلم جائزة لجنة التحكيم، وذهبت جائزة أفضل ممثلة إلى الممثلات الأربع اللواتي شاركن في الفيلم، زوي سالدانيا، كارلا صوفيا غاسكون، سيلينا غوميز، وأدريانا باز، فيما نال جائزة أفضل مخرج عن استحقاق البرتغالي ميغيل غوميز عن فيلمه «جولة كبرى»، وجائزة أفضل ممثل ذهبت إلى الأميركي جيسي بيلمونز عن فيلم «أنواع من اللطف» للمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس (الأخبار 20/5/2024). أما جائزة أفضل سيناريو، فكانت من نصيب الفيلم الأكثر تطرّفاً وجنوناً في المسابقة وهو «المادة» (الأخبار 22/5/2024) للمخرجة الفرنسية كورالي فارجا. «المادة» ذو فكرة بسيطة وصلت إلى حدّ التطرّف، «نسوي» لمن أراد تسميته ذلك، صريح ومباشر، متنكّر في هيئة مواجهة وحشية بين امرأتين، أو لنكن أكثر دقة، حرب امرأة مع نفسها بسبب نظرة الآخرين القاسية إليها مع تسجيل عودة موفّقة لديمي مور إلى الشاشة الكبيرة.
عربياً، حصد الفيلم السعودي «نورة» لتوفيق الزايدي، على تنويه خاص في مسابقة «نظرة ما»، علماً أنّ أحداثه تدور في قرية نائية في حقبة التسعينيات، وتبدأ عندما يأتي مدرّس جديد إلى مدرسة نورة، فيفتح لها عالماً أوسع من الاحتمالات. كما حصد الوثائقي المصري «رفعت عيني للسما» جائزة «العين الذهبية» لأفضل فيلم وثائقي. تدور أحداث الفيلم الذي يحمل توقيع المخرجين أيمن الأمير وندى رياض، في قرية البرشا في محافظة المنيا، حيث تؤسّس مجموعة من الفتيات فرقة لعرض مسرحياتهن المستوحاة من الفولكلور الصعيدي في شوارع قريتهن الصغيرة، وتسليط الضوء على القضايا التي تؤرّقهن كالزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات.
يعدّ «أنورا» (السعفة الذهبية) الفيلم الخامس على التوالي (الثامن في مسيرته السينمائية) للمخرج الأميركي شون بيكر عن العاملين في مجال الجنس. لكنّ «أنورا» جديد وفريد من نوعه. تكمن قوة بيكر في أنه لا ينظر إلى عاملات الجنس من الخارج، لكنه ينغمس تماماً في عالمهن ويتعامل معهن بتعاطف كبير، لكنّ قصصه لا تدور حول كيفية تمكّن هؤلاء النساء من الخروج من بيئتهن، بل ينظر إلى مشكلاتهن التي ينبغي حلّها. كل فيلم من أفلام بيكر يروي قصة إنسانية مختلفة تماماً. أنورا (ميكي ماديسون)، فتاة في العشرين، زوبعة ساحقة من الكاريزما والجمال والقوة، تعمل كراقصة تعرٍّ في أحد النوادي الليلية. في إحدى الليالي، تلتقي بالشاب الروسي إيفان (مارك إيديلستين)، الذي يستمتع بكل ثروة والده في نيويورك. تتواصل أنورا وإيفان، ويطلب منها أسبوعاً لتكون له وحده. في إحدى الليالي، يذهبان إلى لاس فيغاس، وفي نشوة اللحظة يتزوّجان! كل شيء يسير على ما يرام، حتى لحظة علم عائلته، التي تأتي من روسيا سعياً إلى فسخ الزواج.
في عصر يميل إلى التطرّف والتحيز والرقابة الذاتية، غالباً ما يتعامل بيكر بشكل مباشر وفجّ مع مواضيع شائكة مثل الأبعاد المختلفة لصناعة الجنس والعاملين فيه، ودائماً بكل رقة واتساع رؤية ورغبة في الفهم. مع «أنورا»، بنى فيلماً سينمائياً قوياً، هارباً من «الأخلاق» في قصة تعالج عدم المساواة والاختلافات الطبقية وأكاذيب الرأسمالية. يستعيد «أنورا» الروح العدوانية المتمرّدة التي سادت سينما السبعينيات ويضيف إليها خفةً نموذجيةً. لكنّ ما لا يمكن إنكاره هو أننا نواجه في الفيلم مثالاً نموذجياً لكيفية صناعة كوميديا، ذات مصداقية بعيدة عن أي نوع من التقليد أو الابتذال. ما بدأ كأنه فيلم يشبه فيلم «بريتي وومن» (1990)، انتهى ليكون فيلماً يشبه أفلام الأخوين صفدي. في الفيلم هناك الكثير من الجنس والفكاهة ومشاهد مضحكة ونقد مدمّر للاختلافات الاجتماعية الكبيرة والواضحة بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم، ونداء لمصلحة حرية العاملين في مجال الجنس. «أنورا» شريط كوميدي عن الحلم الأميركي وحدوده، وعن الأنماط الأخرى للصراع الطبقي، وفيلم رومانسي بلا رومانسية. أثناء المشاهدة، نفقد عقولنا من كمية الكحول والمخدرات، ونُصاب بألم في حنكنا من شدّة الضحك.
للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً، وصلت الهند إلى المسابقة الرسمية لـ «كان» عبر فيلم المخرجة بايال كاباديا «كل ما نتخيّله كضوء» (الجائزة الكبرى). هو من تلك القصص المبنية على الحواس، مليئة بأحاديث عن الرغبة، عن العاطفة، عن الخيبة الأبدية، عن الحب، عن التحرر، عن النساء اللواتي يتعرّفن إلى أنفسهن ويقفن ويواجهن مخاوفهن. يبحر الفيلم عبر الشاشة كحلم واسع العينين، دائماً على دراية بما يعرضه، ومنتبهاً جداً لكل جوانبه الأخرى. كما تبرز فيه تجربة كاباديا الوثائقية (فيلمها الأول وثائقي بعنوان «ليلة لا تعرف شيئاً» شارك في «مهرجان كان» عام 2021 وفاز بجائزة «العين الذهبية»)، على الفور بطريقتها الحسية والحية في تصوير مومباي، المدينة التي تتجاوز سياق هذه القصة، كمكان متعدّد الثقافات يجذب الهنود من جميع أنحاء البلاد. يدور الفيلم حول الممرضة برابها (كاني كسروتي) التي غادر زوجها إلى ألمانيا قبل أكثر من عام، ولم يعد يتّصل بها ولا تعرف عنه شيئاً. ورغم أنّها وحيدة، إلا أنّها تحافظ على ولائها، حتى عندما يحاول طبيب التقرّب منها، فواقع أنها لا تزال متزوجة يفرض عليها القيود. زميلتها في السكن آنو (ديفيا برابها) ممرضة أيضاً في المستشفى نفسها، لكنّهاأصغر سناً منها، تبدأ علاقة سرية مع صبيّ مسلم. نعيش معهما أيامهما كأنهما مستقلتان، ولكن ليس تلك هي الحال. بين شوارع مومباي والمناظر الطبيعية وزرقة البحر، يتأمل «كل ما نتخيله كضوء» في الحرية التي توفّرها لنا مجتمعاتنا مقابل الحرية التي تفرضها عليها أحلامنا. الفيلم مليء بالصور التي لا تُمحى، ينبعث منه الدفء. سيكون صعباً أن ننسى لقطات العاشقين وهما يبتسمان وسط الحشود أو صور برابها والدكتور وهمل يتبادلان الكلمات المحرجة أثناء ركوبهما على المراجيح.
«كل ما نتخيله كضوء»، حسّي، عميق، يمشي بثبات إلى الأبدية، إلى تلك اللانهاية مثل مشاهده الأخيرة التي تدغدغ الحواس كلّها. كاباديا مخرجة تتمتع بقدرة هائلة على المشي بين الأحلام والواقع، بينما توجّه ببراعة وبيدٍ خفية نقداً لمجتمعها، تضع دائماً عينيها على تطوّر الشخصيات وأفعالها الصغيرة. «كلّ ما نتخيله كضوء»، صورة جميلة عن نساء يعشن في مدينة هائلة ومكتظّة، وفي الوقت نفسه يحافظ على الحساسيّة المطلقة لمخرجته.
أفلام البرتغالي ميغيل غوميز ليست سهلة أبداً، إلى درجة نسأل أنفسنا مراراً إلى أين يأخذنا. وفيلمه الجديد «جولة كبرى» (جائزة أفضل مخرج)، ليس استثناء. وفقاً للعنوان، الفيلم هو رحلة مدتها ساعتان، تمزج بين التجريب السمعي والبصري الجريء بأناقته التعبيرية، حتى النهاية التي تبدو أنها تحيي السينما نفسها. «جولة كبرى» قصة واحدة، وثلاث وجهات نظر مختلفة، بينما يستمر الفيلم في خلط اللغات والروائح والألوان بالأبيض والأسود. فيلم متطلّب وراديكالي، هو سينما المؤلف بالمعنى الأكثر تطرّفاً للكلمة. هو بحث، وهروب، ومطاردة وسحر سينمائي عبر البحث عن العالم الحقيقي. الفيلم لغز من حيث المبدأ. قصة تحكي نفسها في ثلاثة أو أربعة أسطر متوازية، ونادراً ما تتقاطع. قصة رجل يهرب من خطيبته من ميانمار إلى سنغافورة وتايلاند وفيتنام والفليبين واليابان وباكستان، من الماضي الاستعماري إلى الحاضر، لتسليط الضوء على التناقض بين الغرب والشرق. يسير الفيلم على طول الحواف الملتوية للثقافة الشرقية. ليس الفيلم استشراقاً بالمعنى المحدّد، لكنه نظرة فضولية ممزوجةً بالانبهار الذي يتأتّى من الغرابة. «جولة كبرى»، قصة تعود إلى مئة عام مضت، جميلة وفلسفية وتجريبية، تبادل المخرج فيها بين الخط الروائي والوثائقي، ليصنع فيلماً بنهج حرّ وفوضوي ومناهض للتخطيط.
في الظروف الطبيعية، لن يكون وجود محمد رسولوف في المسابقة الرسمية لـ«مهرجان كان»، وحصوله على جائزة خاصة من لجنة التحكيم، أمراً ذا أهمية إخبارية كبيرة. لكن وضع المخرج الإيراني غير طبيعي على الإطلاق. بدلاً من السجن والجلد، حضر الاحتفال الختامي لـ «مهرجان كان» والعرض الأول لفيلمه «بذرة التين المقدّس». وفي الوقت الذي أُعلن فيه عن عرض فيلم «بذرة التين المقدّس» (صوِّر بالسر داخل إيران) في أهم مهرجان سينمائي في العالم، صدر حكم قضائي بسجن المخرج الإيراني ثماني سنوات بتهمة انتقاد النظام. بطريقة مذهلة، تمكّن الفائز بالدب الذهبي في «مهرجان برلين» عام 2020 عن فيلم «ليس هناك شرّ»، من الفرار من وطنه، والآن سيتعين عليه أن يعيش في المنفى في المستقبل المنظور. وفي الأيام التي سبقت العرض العالمي الأول لفيلمه الجديد في مدينة كان، تعرض الممثلون وطاقم العمل أيضاً لضغوط لإجبار المخرج الهارب على سحب الفيلم. لكن النظام في طهران لم ينجح في منع العرض الأول، ونجح في عدم السماح لبعض الممثلين من السفر. خارج الفيلم، فإنّ هذه الجوانب وحدها تجعله قضيةً سياسيةً بامتياز، وداخل الفيلم، لم يتوان المخرج عن انتقاد النظام بطريقة مباشرة وفجّة وصريحة.
فيلم «أنورا» للمخرج الأميركي شون بيكر، سوف يحطّم شبّاك التذاكر لدى طرحه في الصالات


يمكن إدراج «بذرة التين المقدّس» (جائزة لجنة التحكيم الخاصة) ضمن الأفلام المثيرة للجدل والضرورية في مكان ما. فيلم يكسب شهرته ليس بسبب جودته السينمائية ولو أنّها موجودة في مكان ما، ولكن بما تعنيه السينما بشكل عام كموقف سياسي وأداة احتجاج، وتعبير عن السخط والنقد الاجتماعي والسياسي. يرتبط الفيلم بشكل مباشر بأحداث موت مهسا أميني، التي أثارت حركة نسائية ضخمة في إيران. في ذلك الوقت، تمّت ترقية إيمان (ميثاق زارع) إلى منصب محقّق في المحكمة الثورية، وهو منصب سيمنحه الأمان المالي والنفوذ السياسي. زوجته نجمة (سهيلة كلستاني)، سعيدة بالخبر، لكنّ ابنتيه المراهقتين رزفان وسناء (مهسا رستمي وستاره مالكي)، ليستا متحمّستين مثلهما. يكتشف إيمان أنّ منصبه الجديد يتضمّن إقرار أحكام إعدام بإجراءات موجزة من دون إعادة النظر في القضايا، إذ تتراكم أحكام السجن بسبب الاحتجاجات. ومن أجل سلامته، يجب عليه أن يحمل سلاحاً، وهو أمر لم يعتده. تبدأ ابنتاه بالنظر إلى كل شيء بعين الريبة، وخصوصاً رزفان، التي تذهب إلى الجامعة وتشهد ما يحدث هناك، في الشوارع وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. بعدما احتُجزت صديقتها صدف (نيوشا أخشي) أثناء التظاهرة ونقلت إلى مكان غير معروف، تبدأ الأحداث بالغليان. لكنّ كل هذا ما هو إلا بداية لسلسلة كبيرة من الظروف والمواقف الغريبة والمثيرة للقلق، التي بدأت تحدث داخل العائلة. ظروف تعمل كصدى داخلي للخلافات القائمة في جميع أنحاء البلاد، وخصوصاً في ما يتعلق باختلاف الأجيال وسيطرة الأب وخنوع الأم.
تبلغ مدة «بذرة التين المقدس» ساعتين ونصف الساعة تقريباً، يفقد فيها رسولوف بعضاً من إمكاناته السينمائية، لمصلحة الرسالة المباشرة. كلّما لعب الفيلم لعبة الإثارة داخل المنزل والأسرة، كلما كان رسولوف يقدّم عبقريته السينمائية في اللعب على الأحداث ومعها. لكن عندما يخرج الفيلم من إطار المنزل، يتمدّد ويصبح غير متناسق، حتى مشهده الأخير، الذي هو بمثابة صرخة في وجه النظام الإيراني. يتكون الفيلم من فيلمين أو ثلاثة أفلام في فيلم واحد، ويقدم فكرة عن كيفية تأثير الوضع السياسي في إيران على حياة الأسرة، بينما تكشف الأحداث عن سوء إدارة العدالة وتأثيرات النظام الأبوي على المستوى الاجتماعي والأسري، والشقوق العميقة بين الأجيال. عنوان الفيلم يشير إلى البذرة التي تنمو جذورها وتخنق الأشجار الأخرى، يبدؤه رسولوف بالخيال، لكن عندما يريد أن يفضح النظام، يلجأ إلى الصور والمشاهد الحقيقية للتظاهرات. يضمّن فيلمه بشكل متكرر مقاطع فيديو للاحتجاجات مُلتقطة من الهاتف الخليوي، وتظهر لقطات خام للعنف الذي تمارسه الشرطة والاعتقالات التعسّفية. وهذا ما يجعل من فيلمه مباشراً جداً، لأن أكثر هذه المشاهد شوهدت على وسائل التواصل الاجتماعي ولم تخدم الفيلم سردياً، بل فقط لإضافة المزيد من القوة والمعنى السياسي للفيلم. مع ذلك، نجح في تحقيق توازن طفيف بين ما هو خيالي وما هو حقيقي، فيما لم تكن موفقة تلك الاستعارة بين النظام الإيراني وشخصية الأب، فجاءت هذه الرمزية واضحة جداً.