قبل عامين، رسم الفنان البريطاني بانكسي جدارية ضخمة مجسداً معاناة مخيم «كاليه» في فرنسا. وقتها سلّط الضوء على أوضاع اللاجئين الذين تعرّضوا إلى القمع من قبل السلطات الفرنسية، وإسُتعمل ضدهم الغاز المسيّل للدموع. في ذاك الوقت إختار الفنان البريطاني شخصية «كوزيت» بطلة رواية «البؤساء» لفيكتور أوغو التي ظهرت وقتها وسط سحب من الغاز قرب السفارة الفرنسية في لندن. اليوم، تنتشر مجدداً رسوم بانكسي هذه المرة على جدران العاصمة الفرنسية. سلسلة جداريات خطّها الأخير في مناطق مختلفة هناك. إختار رسام الغرافيتي الشهير «يوم اللاجئ العالمي» (20 حزيران/يونيو)، وأيضاً أماكن لها صلة مباشرة بقضية اللجوء، كـ «بور دو لاشابيل» الذي شكّل في الأعوام الماضية مركزاً لإستقبال اللاجئين في الدائرة 18 الباريسية. هناك، رسم فتاة لاجئة يبدو على وجهها الخوف، تعيد تلوين علامة النازية بألوان زهرية. في الدائرة 19، أعاد بانكسي تجسيد اللوحة الشهيرة لجاك لوي دافيد (1801) التي أهديت وقتها إلى نابليون، مجسداً على حصانه كظافر إجتاز جبال الألب. بانكسي هنا فضّل أن يُلبس نابليون حجاباً طويلاً، فبدا كإمرأة لاجئة. وفي الدائرة الخامسة، رسم أيضاً صورة لرجل يحمل في يده منشاراً وفي يده الأخرى يقدّم لكلب مبتورة ساقه عظمة صغيرة. رسوم كثيرة اجتاحت شوراع باريس، وأرادت توجيه رسالة مباشرة إلى السلطات الفرنسية حيال قضايا اللجوء، في وقت تمارس فيه الأخيرة إلى جانب إيطاليا ممارسات صعبة وقاسية بحقّ اللاجئين. والمعلوم أن فنان الغرافيتي الشهير، إكتسب شهرته الأوسع جراء تعبيره مرات عدة بالخطوط والألوان عن قضية فلسطين ومآسي شعبها، مع تسجيل لوقوعه في فخ الترويج للسلام مع «إسرائيل»، غداة رسمه على الجدار الفاصل العنصري العام الماضي. وقتها جرّد في العمل فلسطين من قضايا النضال، وركز فيها على الجانب الفني و«البيزنس».