strong>صباح أيوب «فرانس 24» تمدّد بثّها باللغة العربية إلى عشر ساعات يوميّاً. أمس كان موعد الإعلان عن النبأ السعيد في بيروت. فرنسا التي كانت ذات يوم هي الأقرب إلى وجدان العرب وقضاياهم، تريد أن تستعيد مكانة فقدتها مع السنوات... في زحمة الإعلام الغربي المتنافس على «قلب» العالم العربي. كانت «فرانس 24» أول محطة غربية اعتمدت البث الجزئي بالعربيّة، ثمّ سبقتها قنوات أخرى حديثة، أميركية وبريطانية وروسية... لكن يبدو أنّ زمن تعويض التقصير قد جاء، عبر نفضة أُعلن عنها في مؤتمر أقيم أمس في Metropolitan Club (بيروت). أبطال النفضة هم مسؤولو الإعلام الجدد في فرنسا الذين أوكلت إليهم مهمّة إعادة تأهيل «راديو مونتي كارلو» و«فرانس 24». أما «مهندسة» المشروع فهي الصحافية الفرنكوفونية ذات الخبرة الأوسع في المنطقة ناهدة نكد المتفائلة بقدرة المدرسة الفرنسية على ضخّ دم جديد في عروق الصحافة العالمية. تعمل نكد منذ أشهر على تطوير التعاون والتنسيق بين «فرانس 24» و«راديو مونتي كارلو». وهذا ما تعوّل عليه لانطلاقة ناجحة في المؤسستين: «شباب «فرانس 24» وخبرة إعلاميّي «مونتي كارلو» سيجتمعان ليفرزا عملاً ماكِناً على الطريقة الفرنسية»، تشرح نكد لـ«الأخبار».
مديرة التحرير المساعدة تدقّ على الخشب كلما ذكرت الانطلاقة الناجحة لهاتين المؤسستين. هي تدرك بأنّ مهمتها لن تكون سهلة، لكنّها تؤمن بأنّ «علاقة فرنسا التاريخية بالعالم العربي واستقلاليّة الصحافيين الفرنسيين ستنتجان عملاً مختلفاً عما يُقدَّم اليوم». لكن كيف ستتعامل «فرانس 24» مع الرمال اللبنانية المتحرّكة؟ «ليس لدينا خطّ سياسي معيّن. ولا نخضع لأي محرّمات سوى القوانين الإعلاميّة الفرنسية»، تؤكّد نكد. تقرّ بأنّها «تمنع الصحافيين من استخدام مصطلح مقاومة مثلاً للتدليل على «حزب الله»، كذلك تمنع وصف ما قام به الحزب ضد إسرائيل بالإرهاب»... مضيفة أنّ «المحطة لن تعطي منبراً لأي خطاب عنصري أو محرّض على القتل والعنف». تشدد نكد على ضرورة الفصل بين وجهة نظر الحكومة الفرنسية، وعمل «فرانس 24» الذي سيقتصر على «مدّ جسور بين فرنسا والعالم العربي الذي ما زال يجهل الكثير من جوانب الحياة الفرنسية».
«لا نروّج لصورة فرنسا، بل نعتمد الروح الفرنسيّة في معالجة الأحداث»، تقول كريستين أوكرنت المديرة العامة للإعلام الخارجي الفرنسي في المجال المرئي والمسموع. وتؤكّد لـ«الأخبار» أنّها ترى في هذا التوجّه الإعلامي «خدمة للعالم العربي»!


برمجة جديدة