استشهد الشقيقان محمد وعلي قاسم بغارة إسرائيلية استهدفت منزلهما في حي الحمامير في وسط حولا قبل ظهر اليوم، ليرتفع بذلك عدد شهداء البلدة الذين سقطوا خلال الأسبوع الأخير إلى ستة. مقاومون بالسلاح أو بصمودهم في أرضهم، ثأرت إسرائيل من خيارهم بالبقاء والصمود.
على غرار العشرات من أهالي حولا، اختار الشهيدان البقاء وعدم المغادرة، حتى بعد تصاعد حدة الاعتداءات التي طالت المدنيين. الثلاثينيان العازبان أودعا والدهما المريض لدى أشقائهما في بيروت وانصرفا للاهتمام بعملهما. الأول يرعى المواشي والثاني يحرث الحقول. في الصباح الباكر، يحلبان البقر وينقلان إنتاجهما إلى زبائنهما في تبنين ومجدل سلم وخربة سلم وسائر البلدات التي نزح إليها أهالي حولا وجاراتها، وعند العصر، يصطحبان القطيع إلى المراعي في أطراف حولا. يومياً، يتنقل الشقيقان في أرجاء حولا ويقطعان وادي السلوقي باتجاه مجدل سلم وجاراتها للتزود بحاجاتهما، وقد خصصا وقتاً كافياً للاهتمام بالحقول والمواشي التي اضطر أصحابها إلى النزوح. حركة الشقيقين قاسم لم ترق للعدو الإسرائيلي. رصدهما في مرات سابقة وأطلق باتجاههما قذائف مدفعية خلال رعيهما المواشي في الأطراف، ولكنهما لم يرضخا للترهيب ومحاولات التهجير المتكررة. بعيد الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم وبعد أن عاد الشقيقان إلى منزلهما للاستراحة، أغار الطيران المعادي على منزلهما واستشهدا تحت ركامه.
(الأخبار)()

قبل الشهيدين قاسم، اقتصّت إسرائيل من آخرين استفزها صمودهم قبالة موقع العباد المعادي. بشكل متكرر، عمدت إلى إفراغ حولا من دون جدوى. في الشهر الثاني للعدوان، استهدفت منزل آل مزرعاني حيث استشهدت نصيفة مزرعاني ونجلها محمد بقذيفة، ثم استهدفت الساحة القديمة حيث استشهد موظف البلدية والفران حسين حسين وجُرحت شقيقته وطفلتيها وعدد من الشبان. ولاحقاً، هدمت بغارة منزل المزارع ومربي المواشي حسن حسين الذي استشهد مع زوجته رويدة مصطفى ونجلهما علي. الدم المسفوك على درب الصمود لم يُفرغ حولا، بل زاد إصرار الصامدين على البقاء، رافضين ترك حقولهم وأرزاقهم.
(الأخبار)()