خلال السنوات الأخيرة شهد لبنان حوادث عديدة أظهرت حجم العنصرية التي يمكن أن يصبّها اللبنانيون على اللاجئين السوريين. تُرجمت هذه العنصرية بدايةً بأفعال لفظية تبدأ بالشتم وتوجيه الإهانات إلى جميع السوريين لتتحوّل مع ازدياد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلى اعتداءات على اللاجئين وعمليات دهم وتهديدات. تطور شعور الاستقواء على اللاجئين الضعفاء، إلى عملية استغلال واضحة، وما حصل في منطقة الظريف نموذج واضح على هذا.
رأفت، زاهر وعدي ثلاثة لاجئين من حماه والحسكة، فروا مع عائلاتهم منذ سنتين من الحرب الدائرة في سوريا. اختار الشبان منطقة الظريف، تحديداً بناية غالبية سكانها سوريون. يوم الثلاثاء الماضي، طلب أحد الأشخاص اللبنانيين من الشبان الثلاثة أن يقوموا بتكسير جدران منزله لقاء 20$ لكلّ منهم. عملوا مدّة 13 ساعة بشكل متواصل، وعندما انتهوا لم يحصلوا على أجرهم. يروي رأفت ما حصل: "انتهينا من تكسير الجدران، وقد استغرق منا الأمر 13 ساعة. انتظرنا حتى يعطينا الشاب أجرنا، لكنه عوضاً عن ذلك أخرج محفظته وأظهر لنا بطاقته التي تشير إلى أنه معاون أول في قوى الأمن الداخلي". لم يفهم الشبان مقصد "الدركي"، فطالبوا مجدداً بأجرهم ليأتيهم جواب المعاون الأول العنصري: "خدمة للوطن ولو! لو كان ضابط سوري كنتو اشتغلتولو وما حكيتو شي". أمرهم المعاون الأول بالمغادرة، فغادروا خوفاً وتجنباً للإشكال الذي كان من الممكن أن يقع إذا ما أصروا على الحصول على أجرتهم. يذكر زاهر أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها للاستغلال، بل إنه ترك عمله السابق في شركة ألومنيوم لأنها لم تعط العمال رواتبهم بعد أن مضى على مباشرته العمل فيها مدة شهرين.