لم تكن النجمة الراحلة ثناء دبسي (1941 ـــ 2024) مجرّد ممثلة! يجمع كلّ من عرفها وعاصرها مهنياً على أنها كانت بمثابة قيمة فنية وإنسانية. تمكّنت من تطويع موهبتها لتكون شريكة في صناعة مداميك تأسيسية للصناعة الدرامية في بلادها، كما أنها نجحت ببراعة في اقتناص حصّة وافرة من الضوء لحضورها الآسر! كأنها كانت بمثابة «صرح» من الكاريزما المهيبة وقد أسدلت ستار الختام على مشوار مفعم بالتفاصيل، حققت من خلاله حظوة كممثلة، ثم انتزعت احتراماً ومحبة طائلين في الوسط الفني ولدى الجمهور. نجاحها سطع في صوغ أسرة متماسكة كانت ربّتها وعرّابتها، إلى جانب زوجها الممثل المخضرم سليم صبري، وقد أنتج هذا الزواج ممثلة محترفة اسمها يارا صبري.«الأخبار» حضرت مراسم تشييع وعزاء الراحلة في دمشق التي انطفأت الأسبوع الماضي، وسجلت شهادات لمجموعة كبيرة من زملائها أولّهم شقيقتها الممثلة ثراء دبسي التي قالت لنا عن فقيدتها: «لم يتح للجيل الجديد معرفة ثناء عن قرب. نحن من عرفها فعلاً لكن ربما يتاح لكل من يتابع أعمالها أن يلتقط درساً ميدانياً في حضور الممثّل! لأنها كانت نموذج عن الممثل الحقيقي. قدمت الكثير لهذه المهنة وكانت مخلصة للأقصى. لم تتنازل يوماً وأصبحت ما تريد بكل جدارة. لذا يحق لي القول وأنا شقيقتها بأننا فقدنا أيقونة سورية». أما «سنديانة» الدراما السورية منى واصف، فتعرب لنا عن تأثرها البالغ وتضيف بالقول: «ثناء صديقة الدرب رحيلها موجع لكن هذا قدرها، فقدان الشريكة فاجعة كبيرة، أتمنى لسليم الصحة والقوة ليستمر».
بدوره، يدلي نقيب الفنانين السوريين محسن غازي برأيه قائلاً: «تستحق الراحلة أن نقف احتراماً وتقديراً في لحظات وداعها. يكفي أنها كانت «السيدة» في كل شيء قدمته ولم تتخل عن مكانة عالية صنعتها، ليس بأدائها فقط، إنما بحضورها وحسّها الإنساني الذي يطوّق الجميع بالمحبة». أما الممثلة تماضر غانم فقالت: «أكثر كلمة رددها النجم المخضرم سليم صبري منذ لحظة مفارقتها للحياة بعد 60 عاماً من شراكتها معه «تركتني» وصيتها موجودة في النقابة والمسموح لنا بكشفه أكثر ما حرّصت علينا به، وهو أن نهتم بقيمة اسمها سليم صبري».
من جانبه، قال النجم مصطفى الخاني: «رحيلها خسارة على المستوى الإنساني لأنها عرفت إلى جانب موهبتها الخاصة بمحبتها للجميع، عدا أنّها من مؤسسي «المسرح القومي» و«نقابة الفنانين». ما يعزينا هي تلك المحبة التي زرعتها وستظل سارية في قلوب كل من يعرفها من أصدقاء وزملاء وجمهور». أما الممثلة المخضرمة نادين خوري، فقالت: «عزائي الشديد لابنتها يارا كانت تجمعني بهما جلسات عائلية، وأعرف مدى المحبة التي تركتها في قلب كل فرد من أسرتها لأنّها عرّابة حب حقيقة حتى استطاعت تكوين صيغة أسرية ملفتة، لذا المصاب كبير وخاصة على شريك عمرها».
الممثل والمخرج وائل رمضان يقول بأنّ «بعض الخسارات لا تعوّض وإن كانت النهاية بالموت حاسمة على الجميع، لكن المؤكد بأن فراغاً كبيراً على مستوى مهني وإنساني ستتركه ثناء دبسي. واقعياً لا يوجد كلام يواسي عائلتها قي هذا المصاب».
النجمة سلاف فواخرجي كانت حاضرة في العزاء، قالت لنا: «الكلام يبدو في غاية الصعوبة أمام هول فاجعة الموت، لذا لن أتمنى الصبر لعائلتها فقط، بل لكل من كان قريباً منها، لأنها كانت أم وصديقة عشنا تجربة حياة متميزة معها» في حين قالت الممثلة نسرين الحكيم: «للراحلة أثر كبير على شخصيتي. بداياتي كانت معها من إذاعة دمشق وقبل الدراما التلفزيونية». وتوجه المخرج مظهر الحكيم لزوج الراحلة سليم صبري بوصفه له بأنه «أخ وصديق جمعتني به رحلة طويلة جمعتنا. حزني عليه كبير لأنه أصبح وحيداً اليوم، فقد ذهبت ثناء ومعها حياته». أما المخرج عارف الطويل فيكتفي بالقول: «الصبر لابنتها يارا وزوجها المخرج ماهر صليبي. كانت الراحلة بمثابة والدة له، ولكبيرنا سليم طول العمر». النجمة سلمى المصري تبوح بالقول: «تمنيت لو التقينا في آخر أيامها لاحتضنتها، عدا عن حبي واعتزازي بها كفنانة على مدى سنوات طويلة احترمها كإمرأة مليئة بالإنسانية، القوة والصبر للقدير سليم بعد رحيل شريكته». وتشرح سحر فوزي عن مشاعرها بالقول: «المصاب كبير علينا وخصوصاً زوجها بعد شراكة عمر طويل. الموت حق لكن خسارة كثناء تبدو كبيرة جداً»
أما الممثلة وعميدة «المعهد العالي للفنون المسرحية» سابقاً جيانا عيد فتقول: «الفقد كبير. ثناء دبسي كانت فنانة معطاءة.. قدمت حياتها لعائلتها ومهنتها وكل من كان على قرب منها، استطاعت أن تعطي إلى الأقصى بكامل القدرة المتاحة ثم رحلت بصمت».