منذ اللحظة الأولى لإعلان عمرو دياب عن حفلته في بيروت في 19 آب (أغسطس) المقبل، بدأت التساؤلات تطرح حول الجهة التي تنظّم السهرة، خصوصاً أنّ المعلومات المتداولة تحدثت عن المبلغ المالي الكبير الذي تقاضاه النجم المصري لقاء حضوره إلى لبنان، تزامناً مع أزمة مالية صعبة تمرّ بها البلاد منذ ثلاث سنوات إثر إرتفاع سعر الدولار الاميركي مقابل الليرة اللبنانية.هكذا، كان «الهضبة» حديث الإعلام، قبل أن يتحوّل إلى تراند على صفحات السوشال ميديا بعد بيع بطاقات سهرته خلال ساعات قليلة من طرحها في الأسواق.
بلمح البصر فُقدت بطاقات حفلة نجم «قمرين»، وكأنها «ملح وداب». وراحت التعليقات تربط بين الازمة الاقتصادية الصعبة في لبنان وكثافة الاقبال على شراء البطاقات التي بيعت بالدولار الاميركي.
كان مفاجئاً أن البطاقات طرحت على مراحل، وبيعت بداية المقاعد ذات الأسعار المقبلة التي تراوحت بين 60 و 160دولاراً أميركياً، وكشف لاحقاً عن البطاقات الـ VIP التي يراوح سعر الطاولة فيها بين 3500 و 10000 دولار أميركي، قبل أن تدخل تلك البطاقات السوق السوداء ويتمّ بيعها حالياً بضعف سعرها الحقيقي، وتتحول إلى ما يشبه تجارة مربحة.
في هذا السياق، أثارت حفلة النجم المصري ضجّة وحرّكت الوسط الفني في ظل غياب النجوم العرب والاجانب عن سهرات المهرجانات التي تقام في لبنان. حتى إنّ بعض المتابعين راح يتذكّر الحادثة الشهيرة التي حصلت مع عمرو دياب في تسعينيات القرن الماضي، التي تعكس صورة التناقضات في لبنان.
يومها كان البلد منهاراً بعد الحرب الاهلية، وخلال محادثات الرئيس المصري الراحل حسني مبارك مع بعض الجهات السياسية اللبنانية التي طلبت مساعدة مصر، أجاب «حتّة عيّل من عندنا راح غنّى عندكم ورجع بمليون جنيه»!. هذه الحادثة الشهيرة في تسعينيات القرن الماضي، تشبه اليوم بشكلها ومضمونها ما يمرّ به لبنان من أزمات سياسية وإقتصادية متعاقبة لم تمنع محبي السهر من شراء بطاقات نجم «يهمّك في ايه».