يواجه طاقم فيلم «كورساج» النمسَوي الناجح المتمحور حول إليزابيث إمبراطورة النمسا، أزمة إثر الإعلان عن اتهام صاحب دور الإمبراطور فرانتس يوزف الأوّل في العمل بحيازة مواد إباحية فيها استغلال للأطفال.فقد أعلن التلفزيون النمسَوي الرسمي، أمس الأحد أنّه سيسحب من برامجه الأعمال الفنية التي يشارك فيها الممثل فلوريان تايشتمايستر الذي يظهر حالياً في فيلم «كورساج» المشارك في المنافسة على جوائز الأوسكار، بعدما أقرّ بحيازته موادَّ إباحية فيها استغلال للأطفال.
وذكرت قناة «او ار اف» العامة المشاركة في تمويل الفيلم الطويل، عبر موقعها الإلكتروني أنها «ستمتنع فوراً عن إنتاج وبث أعمال يشارك فيها «تايشتمايستر»، بينها «إنسبكتر ريكس» و«تات أورت»».
وأفادت القناة بأنّ سلسلة «سينيبليكس» التي تدير 400 صالة سينمائية في اثني عشر بلداً، سحبت من قاعاتها الفيلم الروائي الطويل الذي عُرض ضمن فئة «نظرة ما» في «مهرجان كان السينمائي الدولي» العام الماضي.
غير أنّ الجمعية المهنية للقطاع السينمائي في النمسا أبلغت وكالة «فرانس برس» أنها ستبقي على ترشيح الفيلم للأوسكار، «بعد التشاور مع مخرجة العمل ومنتجيه».
ودعت الجمعية إلى «التمييز» بين الفيلم وسلوك الممثل المشارك فيه، بعدما اختارت هذا الإنتاج الأوروبي المشترك لتمثيل النمسا في مسابقة الأوسكار بنسختها المقبلة ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي.
وكان محامي الممثل البالغ 43 عاماً قد أعلن الجمعة لوسائل الإعلام توجيه اتهام إلى موكله الذي يعتزم الإقرار بالذنب وسيخضع للمحاكمة ابتداءً من الثامن من شباط (فبراير) الماضي، في معلومات أكدتها النيابة العامة في فيينا.
ويؤخذ عليه أنه حاز كمية كبيرة من المواد الإباحية التي تنطوي على استغلال للأطفال، في الفترة بين شباط 2008 وآب (أغسطس) 2021. وهو يواجه احتمال حجز الحرية لمدة تصل إلى عامين.
وفي بيان أرسلاه أمس الأحد إلى «فرانس برس»، أكد منتجا الفيلم يوهانا شيرس وألكسندر غلير أنّ تصوير العمل حصل» قبل الشائعات الأولى عن هذه الارتكابات في خريف عام 2021».
ولدى مواجهته بهذه المعلومات، أكد الممثل «بثقة» أنّ ما يتم التداول به ليس سوى أخبار «مغلوطة».
وأضاف المنتجان: «في هذا الوقت، قدّمنا معلومات مفصّلة إلى المشاركين في إنتاج العمل والموزعين والشركاء التجاريين والماليين والرعاة إضافة إلى أكاديمية الأوسكار، بشأن الوقائع المتاحة حالياً أمام العامة».
ويحقق الفيلم نجاحاً في صالات السينما، وقد عُرض في حوالى سبعين مهرجاناً ونال جوائز عدة. كما تم شراء حقوق عرضه في أكثر من 90 بلداً، وطُرح في صالات السينما الأميركية نهاية الشهر الفائت.
وكان فلوريان تايشتمايستر شارك في العرض الأول للفيلم في النمسا وألمانيا.
وأبدت مخرجة «كورساج» ماري كرويتزر «الحزن والغضب لأن فيلماً نسوياً (...) تلطّخت سمعته وتضرر بشدة جراء أعمال مريعة لشخص واحد».
كما أعلن مسرح «بورغ ثياتر» الوطني النمسَوي الذي يشارك في عضويته تايشتمايستر، صرف الممثل بمفعول فوري.