أحد ما أقنع شركة MB (ماهر وجود البرغلي) بأنّ المادة الدرامية القابلة للتسويق على الفضائيات العربية يجب أن تكون شامية! هكذا، أنجزت في باكورة إنتاجها العامين الماضيين جزأين من مسلسل «الكندوش» (كتابة حسام تحسين بيك وإخراج سمير حسين). ورغم التهاوي الواضح على مستوى النص والذي زاده ضعفاً الاستسهال الإخراجي الواضح، إلا أنّ الشركة تمكنّت من تحقيق تسويق جيّد للعمل. بعدها، سرت أخبار عن نية إنجازها عملاً قصيراً لكن الأمر لم يتم، لتعود وتعلن أخيراً عن مسلسلها الشامي الجديد «زقاق الجنّ» (كتابة محمد العاص وإخراج تامر اسحق). وكان قد سبق للشركة أن تعاملت مع كاتب هذا العمل لدى تعديله الجزء الثاني من «الكندوش». على أيّ حال، تحيط شركة الإنتاج السورية مسلسلها بشيء من السرية، علماً بأنّها كانت قد باشرت التصوير قبيل عيد الأضحى لمدة ثلاثة أيّام، وتوقّفت لإجراء تعديلات على النص وإتمام بقية الاتفاقات مع الممثلين، لتستأنف الكاميرا دورانها قبل أيام. المسلسل من بطولة أيمن زيدان، أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، شكران مرتجى وآخرون. وكان من المفترض أن تؤدي كاريس بشار دور بطولة في العمل لكنّها اعتذرت بسبب ضيق الوقت حسبما أوضحت MB على صفحتها على فايسبوك. لكن الأكيد أنّ الشركة دخلت في مفاوضات متقدمة مع النجمة سلافة معمار لتلعب هي الدور نفسه.من المعروف أنّ «زقاق الجنّ» هو اسم حيّ دمشقي قديم خارج السور، يقع بالقرب من منطقة البرامكة، ومعروف حالياً بأنه السوق الأكبر لبيع قطع غيار السيارات وورش تصلحيها. أما حكاية المسلسل، فتقدّم أحداثاً تجري في هذا الحي عام 1900 بقالب البيئة الشامية المعروف. يروي العمل قصة بوليسية تحاول أن تصوغ التشويق لدى المتفرّج من خلال وقوع جريمة كبرى تشغل الجميع، ثم تلحقها سلسلة من الجرائم الأخرى المرتبطة بالجريمة الأولى وهي من نفس الفاعل، ليكون السؤال الجوهري: من يرتكب هذه الجرائم ولماذا يقدم عليها؟ وهذا هو محور الأحداث الرئيسية التي يقوم عليها المقترح الحكائي للعمل.
الشركة السورية هي مال وطني نظيف تستحق الوقوف بجانبها بشكل حقيقي ودعمها لإمكانية التطور وانتزاع مكانة متقدمة في السوق، لكن يجب أن يعي القائمون عليها أنّ شكل الدراما تغيّر في العالم كلّه، وأنّ الدراما الشامية صارت موضة بائدة لا بد من القفز فوقها لإنجاز أعمال معاصرة بمنطق حديث وبمواضيع مبتكرة.