تقدّمت عائلة مديرة التصوير في فيلم الوسترن «راست»، هالينا هاتشينز، التي قُتلت برصاصة أُطلقت عرضاً من مسدّس خلال التصوير بدعوى على الممثل الأميركي أليك بالدوين، مطالبةً بتعويض عطل وضرر «كبير»، على ما أعلن محامو النجم. وكان بالدوين يتمرن مع هاتشينز على أحد مشاهد الفيلم عندما وقعت المأساة في 21 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت في مزرعة في سانتا في ولاية نيو مكسيكو. وقيل له يومها إنّ المسدّس لا يشكّل أي خطر، إذ كان يفترض ألّا يحوي إلّا رصاصات وهمية. لكنّ رصاصة حقيقة انطلقت يومها من المسدس وأسفرت عن مقتل السينمائية البالغة 42 عاماً.
وركّز المحامي بريان بانيش الذي قدّم الدعوى بوكالته عن زوج هاتشينز ونجلها خلال مؤتمر صحافي عقده أمس الثلاثاء على ما وصفه بأنّه «سلوك خطر» من أليك بالدوين . كذلك اعتبر أنّ إجراءات الحدّ من التكاليف التي اعتمدها بالدوين وسواه من منتجي فيلم الوسترن ذي الموازنة المنخفضة أدت إلى مقتل مديرة التصوير.
وعدّد المحامي «15 معياراً على الأقل» معتمدة في صناعة السينما قال إنّ إدارة انتاج «راست» لم تتقيّد بها.
ومن أبرز ما شدد عليه بانيش أنّ مسدساً وهمياً كان ينبغي أن يُستخدم بدلاً من سلاح حقيقي، وأنّ أي خبير مؤهل للتعامل مع الأسلحة النارية لم يكن موجوداً عند وقوع الحادث. كذلك أشار إلى أن أعضاء الفريق لم يكونوا مزودين أي تجهيزات حماية كما يفترض أن يحصل خلال تصوير بعض المشاهد التي تتطلب إطلاق أعيرة فارغة.
وقال بانيش رداً على سؤال عن مبلغ التعويض الذي ستطلبه الأسرة: «نعتقد أنّه سيكون كبيراً».
ويضاف هذه الدعوى إلى عدد من الدعاوى المدنية الأخرى التي سبق أن رفعها أعضاء في فريق عمل الفيلم خلال الأشهر الأخيرة. إذ رفع مدير الإضاءة في الفيلم، سيرج سفيتنوي، دعوى بتهمة «الإهمال» في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت على بالدوين وإدارة الانتاج ومسؤولة فحص الأسلحة النارية خلال التصوير هانا غوتييريز-ريد.
وتقدّمت ريد نفسها الشهر الفائت بدعوى على المسؤول عن التزويد بالذخائر المستخدمة في التصوير سيث كيني، متهمةً إياه بأنه اعطى طاقم إنتاج الفيلم «ذخائر قيل عنها خطأ إنها ذخائر خلبية»، أي أنّها لا تحوي أي مسحوق، «فيما كانت تحوي ذخائر خلبية وأخرى حية في الوقت عينه».
وفيما لا يزال التحقيق الجنائي جارياً، تركز الشرطة على معرفة سبب وجود ذخيرة حقيقية في موقع التصوير، وهو ما يعتبر في المبدأ محظوراً كلياً. وهي لم تبادر حتى الآن إلى توقيف أي شخص، لكن من غير المستبعد أن يوجه القضاء تهماً في حال توصل التحقيق إلى تحديد المسؤوليات، على ما أفاد مكتب مدعية سانتا في العامة.
وكان بالدوين قد شدّد في مقابلة أجرتها معه محطة abc الأميركية وعرضتها في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) الماضي على أنّه لا يشعر بالذنب ولا حتى بأنّه «مسؤول» عن مقتل هاتشينز، مؤكداً أن الأخيرة طلبت منه تصويب مسدسه إليها على افتراض أنه غير مؤذٍ.