انتهى النجم السوري عبّاس النوري من تصوير عشارية ضمن مسلسل «الحب جنون» تحمل عنوان «يا مالكاً قلبي» (كتابة عثمان جحى، وإخراج علي علي)، يلعب فيها دور طبيب يتخذ خطوة جريئة عندما يقرّر التبرع بقلب ابنته التي تقضي في حادث سيارة إلى ابنته الثانية بالتبني كونها تعاني من مشاكل قلبية. اعتاد نجم «الاجتياح» (إخراج شوقي الماجري) أن يقدم اقتراحاته في نصوص درامية يكتبها أو يشارك في كتابتها، لذا فقد تفرّغ خلال الفترة الماضية لإنجاز نص جديد. في حديث مع «الأخبار» يكشف النوري أنّه انتهى من كتابة نص درامي ثلاثيني يحمل عنوان «بانتظار صفوح»، وهو عبارة عن دراما كوميدية في جانب كبير منه لما لحكايته من تفاصيل ومفارقات طريفة، تنضح من مجتمع دمشق بين عامي 1949 و1953، وهو الزمن الذي عصفت فيه الانقلابات العسكرية المتتابعة، وأحدثت آثاراً كبيرة، الأمر الذي تطلّب مراجعة مكثفة لعدد لا بأس فيه من المراجع كي «لا نقع في خطأ أو توثيق لأي معلومة في كل تفاصيل الحكاية». ويضيف النوري: «تدور أحداث الحكاية في قالب شعبي وشامي من بيئة ذلك الوقت، الطافحة بالكركتيرات الشعبية المختلفة، إذ كان مجتمع ذاك الزمن لا يزال على سجيّته وبراءته أمام أحداث لم يكن يتوقع أن تأخذ المنحى الذي أخذته على الإطلاق». أما بخصوص المحاور التي ستنطلق منها القصة، فيوضح النوري أنّه سيتم الاعتماد «على شخصيتين شعبيتين تسكنان حيّاً واحداً في بيتين متلاصقين. الأول عسكري برتبة عريف وهي الأدنى في تسلسل الرتب العسكرية. أما الثاني فهو موظف وأفندي في وزارة الاقتصاد الوطني».يبحث الأول تحقيق جدارة للقبه «أبو صفوح»، فيلجأ للعديد من الزيجات من دون أن يرزق سوى ببنات إناث، فيما يهرب الثاني من استحقاقه لهذا اللقب، فنراه متزوّجاً من سيدة في عمر والدته كي يضمن عدم إنجابها.
ومع الانقلاب الأوّل عام 1949، سيتعطل البلد وتتوقف الوظائف المدنية حتى إشعار آخر، فيما يبدأ عمل العسكر الذي ينهمك فيه العريف بمهمات لها مفارقاتها. سيزداد الصراع ويكبر في مجموعة تفاصيل بيئية طريفة حتى يصل الى تبادل التهم السياسية، وتبدأ مع ذلك تطورات ملاحقة ومراقبة وتحريات وما شابه ذلك، ثم نصل إلى الاعتقال لصالح الانقلابيين، ومن ثم تكليف العريف بمهمة خاصة داخل السجن مع جاره المعتقل... لكن انقلاباً آخر يحدث وينسى الانقلابيون الجدد أمر العريف ويعتبرونه سجين حقيقي مع الجميع.
في ثنايا وتفاصيل الحكاية، ستحضر نماذج طريفة من نساء ذلك الوقت، وهي أصيلة ومضحكة في الوقت نفسه، على أن تنشأ من حضورها مفارقات شعبية محببة ضمن أجواء بيئة شامية دافئة تجرّب تقديم مادة سياسية ساخرة توضح حالة الحياة البرلمانية، والمدنية السائدة في ذلك الوقت وترك فرصة امام المشاهد للمقارنة مع الظروف الراهنة في هذا الوقت ربما.