يعتمد مسلسل «مسافة أمان» (إيمان السعيد والليث حجو) على خلطة جذابة تصل إلى نهايات مأزومة تسلّط جزءاً من اهتمامها على تجارة الأعضاء! ما أتيح لنا معرفته عن حكاية المسلسل أنّها تفتتح ستارها برصد الطبيبة «سلام» (سلافة معمار) مرتبكة ملهوفة ومسيجة بالقلق والرعب، بعدما تلقّت اتصالاً من جماعة إرهابية اختطفت زوجها ولم تطلب فدية مالية وإنّما أعطتها أمراً بوضع حقيبة متفجرّات في مركز طبي! سريعاً، تنتصر «سلام» لضميرها الإنساني وتتوالف مع قَسَم الأطباء الذي أدته قبل مزاولة المهنة، وتضحي بزوجها مقابل ألا ترتكب جريمة بشعة يذهب ضحيّتها العشرات من الأبرياء! تقتل العصابة الرجل، لتأخذ الحكاية بالتشعّب وتصل إلى «سراب» (كاريس بشاّر) السيدة الجميلة التي هجرها زوجها مع ابنتهما (لين غرّة). فعلى الرغم من إمكانياته المالية، لكنّه راح يتحجج بعدم قدرته على لمّ الشمل. تلتحق ابنتهما بـ «المعهد العالي للفنون المسرحية» وتقنع أمها بأنها تدرس الحقوق لحين تمكّنها من إقناعها بما تنجزه أكاديمياً. يسبق ذلك انتقال «سراب» إلى دمشق لتقع في غرام «حسام» (عبد المنعم عمايري) زوج صديقتها الجديدة (نادين تحسين بيك) وهي فنانة تشكيلية تحمل جانباً مضيئاً خصوصاً لناحية صداقتها مع الشخصية التي يلعبها قيس الشيخ نجيب! كانت لشخصية «حسام» قصة مع النجوم السوريين المقترحين لتأديتها، وقد بدأت عند النجم عابد فهد الذي اعتذر عن عدم المشاركة لارتباطه بمسلسلي «دقيقة صمت» (سامر رضوان وشوقي الماجري) و«عندما تشيخ الذائب» (عن رواية الراحل جمال ناجي لحازم سليمان وعامر فهد)، فوصل الأمر إلى باسل خيّاط لكنه يواجه مشكلة في موضوع عودته إلى دمشق والعمل فيها. ثم تاه الدور بين باسم ياخور وعبد المنعم عمايري ليستقر مخرج «الانتظار» أخيراً على الخيار الحالي!
إلى جانب تلك الخطوط، يظهر الرجل الستيني (يؤدي شخصيته جرجس جبارة) المتذوّق للموسيقى الأصيلة والعازف، ليسير على خطى عنايته الفائقة بابنته (حلا رجب) التي يداريها برموش عينيه، متكئاً على إحساسه الفني العميق. فضلاً عن ذلك، تظهر في العمل شخصية «كنان» (بلال الحموي) الذي يعيش في سيارة «فان» ويقنع من حوله بأنّه يعيش مع أهله في بيتهم بشكل طبيعي، لكنّ الحقيقة أنّهم ماتوا جميعاً وبقي وحيداً ينجز مفردات حياته بهذه الطريقة المسحوقة!
اللافت بأنّ الممثل طفل لم يتجاوز 15 عاماً يطلّ بدور رئيس للمرّة الأولى في حياته، إذ سبق أن لعب دوراً صغيراً جداً. وبحسب فريق العمل، فإنه يؤدّي ما عليه بـ «براعة وذكاء واضحَيْن»!