تعدّ الأميركية ليندسي أداريو (1973) من أشهر المصوّرات الصحافيات اللواتي شملت تغطياتهن مناطق نزاع وحروباً حول العالم، من ليبيا إلى فلسطين. شجاعتها في العمل وضعتها في مواقف خطيرة، كتعرّضها للتحرّش الجنسي من قبل قوّات ليبية موالية للحكومة، بالإضافة إلى إجبارها من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي على خلع ملابسها قبل تفتيشها.استديوات «وورنر بروز» الأميركية، تعمل حالياً على إنتاج فيلم استناداً إلى سيرتها الذاتية It’s What I Do، يفترض أن يُخرجه ريدلي سكوت وتؤدي بطولته سكارليت جوهانسون (1984).
لكن خلال مقابلة مباشرة على فايسبوك مع نيكولاس كريستوف من «نيويورك تايمز»، كشفت أداريو أوّل من أمس تفصيلاً لافتاً. إذ أكدت أنّ الشخصيات المهتمة في تمويل المشروع في البداية شملت ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود الذي تتوجّه إليه أصابع الإتهام اليوم في جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في تركيا. غير أنّ أداريو أوضحت أنّ جوهانسون اعترضت على هذا الاسم بسبب الدور الذي يلعبه ولي العهد السعودي في الحرب على اليمن: «قالت سكارليت إنّ هذا الرجل يساهم في إطالة الحرب هناك، كما أنّه يسجن النساء». ولفتت أداريو إلى أنّ هذا الحديث كان قبل مقتل خاشقجي.
أما الخلاصة التي توصّل إليها كريستوف فكانت أنّ هذه كانت محاولة «علاقات عامة» من قبل ولي العهد السعودي لـ «ربط نفسه بالصحافة في أرقى حالتها، وبصحافية تحديداً، في الوقت الذي كان يستعدّ فيه، كما يبدو، لتعذيب وقتل أحد أشهر الصحافيين في بلاده». هنا، ردّت ليندسي أنّه «… كان يريد أن يظهر للغرب أنّه مهتمّ بهوليوود»، وتابعت: «هل أريده أن يرتبط بهذا الفيلم؟ من الواضح أنّ الجواب هو لا. والحمد لله أنّ الأمر لم يحدث».
صحيح أنّ موقف سكارليت جوهانسون من بن سلمان ودوره في القتل والقمع حظي بالاستحسان، غير أنّه لا ينبغي أن ننسى بأنّها صاحبة مواقف مساندة لـ «إسرائيل»، وعبّرت مراراً عن سعادتها بأنّها عارضت حملات المقاطعة.