صحيح أنّ إطلالات هيفا وهبي قليلة، لاسيّما أنّها تنتقي بعناية مقابلاتها التلفزيونية، لكن لقاءها الأخير مع عمرو أديب على «mbc مصر»، يوم السبت الماضي، كان مختلفاً. لا بل شكلّ تعبيراً عن انعطافة واضحة في مسيرة النجمة اللبنانية. في أولى حلقات برنامج «الحكاية»، بدت هيفا ناضجة، ومحاججة، وعميقة في مقاربة قضايا حيوية تمسّ حياتها الشخصية أو المهنية. صاحبة «حوا»، التي ارتدت فستاناً أنيقاً بألوان زاهية، لم تتردّد في أن تفرد جزءاً من هذه المقابلة (ساعة تلفزيونية)، لتتطرّق إلى انتقاد إهتمامها الزائد بمظهرها الخارجي، وتنتقل إلى النساء اللواتي يرون فيها نموذجاً يحقق رضاهنّ عن أنفسهنّ.
اعتبرت هيفا نفسها إمرأة تتحمّل مسؤولية معينة في الحفاظ الدائم على صورتها وضرورة الإهتمام بشكلها حتى لو كانت بمزاج سيّء. أما في الحديث عن الكارهين والمبغضين، فبدا النضوج عالياً في التعاطي معهم بكل عقلانية وانفتاح. توجهّت «ملكة جمال الكون» إليهم بكل برودة بالقول إنّهم سيظلون في أماكنهم، بينما هي سائرة إلى الأمام. ناهيك عن كمّ الهدوء والإيجابية الذي طبع المقابلة المتفرّدة، فإنّ صاحبة «ستّ البنات» كشفت للمرّة الأولى خبايا في حياتها، لاسيّما في ما يتعلق بحالتها الصحية الحرجة عندما كانت صغيرة ومهددة بالموت، ووجودها لوقت طويل في مدرسة داخلية وتأثير ذلك على شخصيتها كطفلة.
منذ 15 عاماً، وضمن موجة هوجاء، خرجت هيفا وهبي كمغنية مثيرة وجميلة، وظلّت في هذا الإطار طويلاً. غير أنّ هذا العام، أظهر شخصية جديدة لوهبي، خصوصاً من خلال ألبومها الأخير «حوّا» الذي اشتغلت فيه كما قالت على قضايا ومواضيع تمسّ الناس. فبدا أنّ للغناء أهداف حول علاقة الفنان بجمهوره، وأيضاً في مفهومها للإثارة الذي يبدو أنّه تبدّل، بعدما كانت لها اليد الطولى في تكريس صورتها كإمرأة مثيرة حصراً.
في اللقاء على الشبكة السعودية، حرصت وهبي على تغيير مفهوم الإثارة الرخيص، لصالح آخر يتكامل مع مشهدية جمالية راقية.