حدث ذات مرة، أن خفّاشاً لم يحظَ إبان طبخه بما يكفيه من النار حتى يستوي، قد قرّر لعن العالم. للخفافيش أيْدٍ تتحول إلى أجنحة، لكن لأيديها أيضاً، مقدرة تنافي ما يكون عليه الطيران وتركن على نقيضه؛ هي...
لرائحة البارود قدرة مهيبة على اختزال سيرة القرن العشرين وعلى تمثيل فظاعته. إشعال عود ثقاب كفيلٌ بالنسبة إلى البعض ليثير القشعريرة، ذلك أن رائحة الكبريت تومض بأهوال الحطام وتعيد ذكريات الجثث المتعفّنة...
هذا المكان ليس مكاناً. ما يبدو حاضراً قد يتهاوى بنفخة واحدة. وما يبدو ثابتاً، هو قابل للاهتزاز على الدوام. اهتزاز قد يصيب الهياكل البرّانيّة، إنّما يفسّخ المعنى ويصدّع معجمه. إن التحوّلات تجعل من...
يفصح صوت الكزّ على الأسنان أحوال القلق أكثر من إفصاح لغته عن حال قلقه. يجيء كزّ الصاحي على أسنانه كنطق أخير بعد أن أصابه الجفول فتجمّد مشدوهاً حتى سألناه «ما خطب لسانك، هل قُطعَ؟» وقصدنا لا تدع...
في كتابه «استراحة بين شوطين- عن كرة القدم أثناء الحرب اللبنانية 1975-1990» (المتوسط)، يلتقي فوزي يمّين مع الآخر له، يصافحه، ومن ثم يبدل معه اليد، فيكتب فيها ما سبق أن كتبه في محاولات متقطّعة، خافتة،...
هذه افتتاحيّة لملحق «إنّما» الذي سيطلّ أسبوعيّاً في جريدة «الأخبار» اللبنانية.إن الإجابات مبعثرة، والأسئلة غائبة والتشتّت عصب الرأس الأوحد. كيف يمكن للهارب من هذيانات اللسان أن يطمح إلى القبض على...
تأخذ الجملة الأولى في الكتابة سُمعة تكاد تقترب من الحقيقة، أو تبلغها حتى، على أنها المهمة الأصعب في الكتابة. الجملة الآنفة تلك، كانت بمثابة تقديم أو تمهيد لهذا المقال، ولأسباب عدّة أبرزها يتعلق...
بقدر ما تبدو قراءة «الوجه الآخر للظل» شيّقة سردياً بقدر ما هي رواية صعبة ومتطلبة، تحتاج إلى يقظة وربط وتركيب جراء ما تحمله من وفرة في الإشارات وثراء في الإحالات، في توظيف لا يصيب مرماه دون دور محسوب...
عند حوالي الساعة الحادية عشرة مساءً من ليل أوّل من أمس، اجتاح مزاج الحزن والرثاء جمهور الروك آند رول على إثر إعلان خبر وفاة كاتبة الأغاني والمغنية وعازفة البيانو وأحد أهم أعضاء فرقة «فليتوود ماك»،...
يلعبون كرة القدم، نشاهدهم يلعبون كرة القدم، ولكن هل جرى وأن فكّرنا مليّاً بهذه اللعبة التي تدعى كرة القدم؟ في كتابه «فيم نفكر حين نفكر في كرة القدم؟» (الصادر حديثاً عن «دار مدارات» بترجمة محمود عبد...