في «مهرجان الفيزياء الأول»، اشتكى التلامذة من ضعف الإمكانات في مدارسهم ومن قلة الاختصاصات المناسبة في التعليم العالي، ما يعوق تطوير مهاراتهم
صور ــ آمال خليل
كان الحيزّ التطبيقي حاضراً في مهرجان الفيزياء الأول في صور، من خلال المشاريع التي تبارى بها تلامذة المدارس المشاركة في النشاط الأول من نوعه في المنطقة. إلا أنه، بمجرد عودة هؤلاء التلاميذ إلى صفوفهم، ستعود الفيزياء إلى الحيز النظري، أي الكتب، ولا تخرج منها إلا نادراً في بعض المختبرات المتواضعة، إن وجدت، في المدارس الخاصة والرسمية المشاركة. فقد اعتمد التلامذة خالد مرعي، فراس أبو دلة، أحمد قدورة وحسن مغربي على حماستهم وإمكاناتهم المتواضعة مستعينين بمعارفهم، لتمثيل مدرستهم، ثانوية صور المختلطة الرسمية، بمشروع عن الانشطار والاندماج النوويين وتوليد الطاقة النووية البديلة.
لكن «الطموح الفيزيائي» للعلماء الشباب سرعان ما اصطدم بضعف الإمكانات المتوافرة للبحث والاختبار العلمي في مدرستهم الرسمية التي لا يتوافر فيها مختبر خاص بالفيزياء، بل تقتصر التجارب التطبيقية فيها على ما يتيحه مختبر علم الكيمياء المتواضع. يوضح خالد أنّ «علم الفيزياء في المنهج الرسمي اللبناني تبسيطي وتقليدي، إذ إنّ كتب الفيزياء المعتمدة لم تجدّد منذ تسع سنوات، فيما يجدر بمركز البحوث والإنماء تجديدها كل أربع سنوات. وهناك الكثير من النظريات الحديثة لم تدخل في المنهج». من جهته، يرى فراس أبو دلة أنّ السبيل إلى استثمار إبداعاته الفيزيائية هو الحصول على منحة للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية «لأن الاختصاصات العلمية في الجامعة اللبنانية محدودة وتقليدية، فيما لا قدرة لي على الدراسة في الجامعات الخاصة التي توفّر اختصاصات متطورة».
لكن التلميذ علي إسماعيل من «ثانوية امبيريال كولدج» الذي شارك قبل عام في مباراة المشاريع العلمية في صور، لا يجد فرقاً شاسعاً بين إمكانات المدرسة الخاصة وتلك الرسمية، فيما يشتكي من المنهج التربوي في المؤسسات التربوية الخاصة والرسمية على حد سواء المعتمدة في لبنان «ليس فقط أنها لا تعزّز لدينا الطاقات الإبداعية العلمية بل إنها تطمسها وتقتل حماستنا أو حتى تجبرنا على الهجرة والتعلم في الخارج حتى نصبح في خدمة الغرب».
ويختصر الطالب الجامعي إبراهيم كرشت (21 عاماً) تجربته بشأن «حكاية الطلاب اللبنانيين مع الفيزياء وغيرها من العلوم». فبعد عامين من دراسة الفيزياء في الجامعة اللبنانية، وجد أنْ لا حاجة إلى إكمالها لأنّه لا مجال مهنياً أو علمياً متوافراً في لبنان لتطوير البحث العلمي، و«تيقّنت من أنّ مصيري في أحسن الأحوال هو تعليم مادة الفيزياء في المدارس لذا عدلت عنها إلى دراسة الهندسة المدنية، وهي أحد الاختصاصات القليلة العملية المتوافرة في قطاع التعليم الرسمي»، يقول.
وكان عدد من مدارس قضاء صور بالتعاون مع بلدية صور والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية والمؤسسة الإسبانية لتعزيز الشأن الاجتماعي للثقافة وجمعية إنماء القدرات في الريف قد نظّمت مهرجان الفيزياء الأول الذي قدم فيه عدد من تلامذة الصفوف الثانوية مشاريع علمية عن الفلك والطاقات البديلة النووية والشمسية والهوائية.