أعربت إحدى المواطنات عن أسفها لـ«الأخبار» بعدما اكتُشف مركز «الرشوة «في إحدى المدن الساحلية في كسروان. فوفق منطقها، نهار الانتخابات هو «يوم رزقة» للكثيرين، ومن المعيب «قطع رزق الناس». ولكن، ماذا عن الكرامة؟ وعن الواجب الوطني؟ عن هذين السؤالين أجابت «ليش مين قال عم نبيع كرامتنا؟». هنا، تعطّلت لغة الكلام. فعلى ما يبدو، ترى المواطنة مارسيل نخّول أن بيع الوطن «للعدو» هو وحده ما يعادل «بيع» الكرامة! أما إسقاط ورقة «دُفع» من أجل إدخالها في صندوق شفاف، فهو مجرد «دَخل» إضافي للمواطن الذي بدل أن يعمل ساعات إضافية طيلة شهرين ليوفّر فاتورة الهاتف، يذهب إلى مركز اقتراع «بدو دقيقتين مشي»، وبمساعدة المندوبين، يدخل، ينتخب، «ويقبض». لم تحزن مارسيل لخسارة «من دفع لها» لتنتخبه، إذ إن الأخير «ما دفع كفاية». ودهم مركز مختار المنطقة المذكورة بتهمة توزيع الرشوة قد حجب «الرزقة» عمن بقوا ممن عرضوا أصواتهم للبيع.أما عن كيفية «بيع» الصوت، فقد اعترفت مارسيل بأن هذه ليست أول دورة انتخابية «يشترى ويباع» فيها الصوت الكسرواني، والعاملون في الماكينة الانتخابية «لمستثمري الأصوات» أصبحوا يعرفون من هم الذين ينتخبونهم عن اقتناع ووفاء ومن هم الذين يعتبرون هذه الفترة مصدر رزق.
وبعد جدال بيننا وبين «المختار» المذكور قبيل توقيفه من قبل الدولة اللبنانية بتهمة «دفع الرشوة»، أكد الأخير أنه مصدر «رزق» للناس، وفي هذا السياق لا «يوخزه ضميره».
ريتا...