![](/sites/default/files/old/images/p22_20081111_pic1.jpg)
غادة نجار
14 تشرين الثاني هو اليوم العالمي لمرض السكري، وتُخصص نشاطات هذه السنة لتسليط الضوء على هذا المرض لدى الأطفال والمراهقين.
السكري مرض مزمن يصيب الصغار والكبار، وهو ينتج من مشاكل في إنتاج الأنسولين واستخدامه في الجسم. الأنسولين هرمون يحتاج إليه الجسم لاستخراج الطاقة من المخزون الغذائي. من المعروف أن مرض السكري نوعان، الأول سببه توقف البانكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين أو عندما يُنتج كمية غير كافية منه. أما النوع الثاني من المرض فسببه عدم قدرة الجسم على استخدام الأنسولين الموجود لديه.
النوع الأول لا يُمكن الوقاية منه، وهو الأكثر شيوعاً بين الأطفال دون سن الخامسة عشرة حيث تشير آخر الإحصاءات العالمية إلى أن 500000 طفل مصابون به. أما النوع الثاني فيزداد عدد المصابين به في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع نسبة البدانة بين الأطفال والمراهقين، وذلك نتيجة التغذية الخاطئة وأسلوب الحياة المتكاسل، لا سيّما في البلدان الصناعية الكبرى.
![](/sites/default/files/old/images/p22_20081111_pic1.jpg)
رغم التركيز على المرض لدى الأطفال والمراهقين، إلاّ أن المؤسسات الصحية التابعة للأمم المتحدة لا تتهاون في إدراك خطورة هذا المرض وسرعة انتشاره لدى الكبار أيضاً، حيث أظهرت الإحصاءات أن 20% من البالغين في العالم هم مرضى سكري، وأن عدد المصابين بهذا المرض بين البالغين قد قارب 250 مليون شخص، ويتوقع أن يبلغ 380 مليون شخص بحلول عام 2025. وفي التفاصيل تؤكد إحصاءات المنظمة العالمية أن السكري مسؤول عن مليون حالة بتر أطراف سنوياً، وأنه المسؤول الأول عن حالات الإصابة بفقدان البصر، وأنه من أهم أسباب حالات الفشل الكلوي، وأن المصابين بالسكري هم أكثر عرضة بأربعة أضعاف من الآخرين للإصابة بأمراض القلب والشرايين والضغط.
إن الضغط الاقتصادي الذي تمثّله هذه الأرقام جعل تدخل المؤسسات التابعة للأمم المتحدة أمراً ضرورياً، لأن معظم دول العالم غير قادرة على التصدي لهذا الوباء بمفردها، وهنا نلفت إلى أن موقع منظمة الصحة العالمية الإلكتروني لفت إلى أن 80% من الأشخاص الذين يموتون بسبب داء السكري هم من أبناء الدول الفقيرة أو المتوسطة الدخل.
وهنا يؤكد الأطباء والباحثون دائماً ضرورة أن تتجاوب حكومات الدول الفقيرة والغنية مع الخطط التي تضعها المؤسسات العالمية، والتي تقدم دراسات دائمة وجديدة من أجل خفض كلفة العلاجات والإجراءات الضرورية بهدف الحد من انتشار هذا المرض وتوابعه. ورغم أن السكري من النوع الأول غير قابل للشفاء حتى يومنا هذا، إلاّ أن الوقاية من النوع الثاني، الذي ازداد بشكل مخيف في السنوات الأخيرة، ممكنة وسهلة نسبياً إذا ما تجاوبت الحكومات مع مساعي المنظمات العالمية. نضيف إلى ذلك أن ثمة مؤسسات علمية عديدة تطوّر وتدرس أساليب علاجية جديدة، نذكر منها الجمعية الأميركية للسكري التي نفذت دراسات أدت إلى اعتماد الأنسولين، أو الدعوة إلى اعتماده في مراحل مبكرة من المرض، واعتماد أنواع منه في معالجة مرضى السكري النوع الثاني، وهي أساليب لم تكن معتمدة من قبل.
تكثيف الجهود العلمية والمساعدات العملية أمر حتمي، لأن الأرقام تتحدث عن مدى خطورة هذا المرض الذي لم يعد يرحم حتى حديثي الولادة، وهو في ازدياد في كل عام. ويكفي أن نلفت إلى أن عدد الذين يموتون من السكري والتعقيدات الناتجة منه في كل عام هو معادل لعدد الذين يموتون من الإصابة بمرض نقص المناعة أي الإيدز.