عكار | قرّر عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت أن عدد النازحين السوريين إلى الأراضي اللبنانية بلغ 7000 نازح، معظمهم يقيمون في العراء. وبحسب المعطيات التي يملكها فتفت، حصرياً، رأى أن «على السلطات الرسمية التحرك لتكون هناك مخيمات للاجئين السوريين». نائب الضنية لا يغرّد وحيداً في مطلبه هذا، وإنما يأتي ضمن سرب تيار المستقبل في سياق حملة إعلامية منظمة يخوضها التيار، بدءاً من رئيسه سعد الحريري الذي يغرّد أيضاً على «تويتر»، وصولاً إلى أصغر ناشط مستقبلي في أقاصي وادي خالد. لكن واقع الأمر في القرى الشمالية الحدودية يشير الى أن رقم السبعة آلاف جرت مضاعفته أكثر من عشر مرات.
ففي وادي خالد التي عرفت أكبر موجة نزوح، وخصوصاً بعد أحداث تلكلخ، تقلص عدد النازحين الى «300 نازح بالحد الأقصى»، بحسب مختار الهيشة محمد ضرغام الأحمد الذي أكّد أن عدد الأسر الموجودة في قريته لا يتجاوز العشر، وقدّر العدد الإجمالي للأسر في مختلف قرى وادي خالد بـ«حوالى أربعين»، لافتاً الى أن «من غير الضروري وضع تلك الأسر في خانة النزوح».
أما قرى جبل أكروم، فلم تعرف حالات نزوح كبيرة إلا لأيام معدودة، إثر أحداث بلدة القصير، وما لبث النازحون أن عادوا إلى ديارهم. ويحصي مختار كفرتون علي أحمد الزين خمس عائلات نازحة إلى بلدته، وعائلتين إلى بلدة أكروم، واثنتين إلى المونسة، مشيراً الى أن الحد الأقصى للعائلات السورية الموجودة في كل بلدات أكروم لا يتجاوز 12 عائلة.
ونزولاً نحو سهل عكار، ينفي رئيس بلدية تلبيرة عبد الحميد صقر وجود أي حالة نزوح إلى السهل.
رغم هذه التأكيدات، يواصل تيار المستقبل تصعيد حملته ضد الحكومة متهماً إياها باقتراف تجاوزات إنسانية بحق السوريين، وتطاول اتهاماته القوى الأمنية، وخصوصاً الجيش، الذي يفرض «حصاراً إعلامياً محكماً على منطقة وادي خالد، ما يضع الأهالي واللاجئين السوريين في عزلة غير مبررة عن العالم ويشكل خرقاً لحقوقهم المشروعة»، بحسب بيان صدر عن اجتماع لنواب التيار في المنطقة قبل أربعة أيام. وهذا ما نفاه أكثر من مصدر في وادي خالد، فمختار بلدة المجدل مصطفى المصطفى رأى أن نشر الجيش قواته على الحدود السورية «ترك ارتياحاً كبيراً» لدى سكان القرى الحدودية «الذين كانوا يتعرضون باستمرار لإطلاق رصاص عشوائي جراء عمليات التعقب التي تقوم بها قوات الأمن السورية للمهربين على الحدود بين البلدين». أما في ما يتعلق بـ«الحصار الإعلامي»، فقد أكد مختار الهيشة محمد ضرغام الأحمد وجود قناتي «الجديد» وMTV نهار أمس وقبله في وادي خالد.
ومن تداعيات السجال المتعلق بما يجري في سوريا، عقد لقاء روحي في بلدية حلبا، ضمّ مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي، راعي أبرشية عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور، رئيس أساقفة طرابلس للموارنة المطران جورج أبو جودة، راعي أبرشية طرابلس وتوابعها للروم الكاثوليك المطران جورج الرياشي ممثلاً بالأب ميشال بردقان وحشد من المشايخ والكهنة، وجرى التشديد على ضرورة «عدم التدخل في شؤون الآخرين حرصاً منا على حسن العلاقات بين الدول والشعوب وليبقى بناء الدولة متيناً ولتبقى المرجع الأساس لكل المواطنين» مع الحرص «على القيم اللبنانية للشعب اللبناني بمد يد العون لكل المحتاجين صيانة لكرامتهم الإنسانية».