شخصية بحرينية معارضة تسأل سفير بلد غربي مؤثّر في رسم السياسات في دول الخليج: «مضت خمس سنوات، ودخلت ثورة 14 فبراير البحرينية عامها السادس، ولا يزال النظام يمعن في قهر الطائفة الشيعية بكل الوسائل. ألا ترون ذلك؟». يردّ السفير: «قد يكون الطابع البدوي للعائلة الحاكمة هو السبب، البداوة فيها روح انتقام واضح».
تعود الشخصية المعارضة لتقول: «تتحدثون عن حرية الشعوب والديموقراطية وحقوق الإنسان أين مبادئكم في البحرين؟». يرد السفير: «نعم لقد أخفقنا في تحقيق مبادئنا في البحرين، لذا نحن غير مستعدين أن نخسر معها مصالحنا أيضاً»!
يتحدث المعارض البحريني البارز، الذي رفض الكشف عن هويته، عن تقييم الوضع السياسي الراهن في البحرين بعد خمس سنوات من الثورة، قائلاً: «النظام مستمر في الانتقام بلا هوادة من ثورة 14 فبراير، وكل من ينتمي إليها ويتمسك بمبادئها»، مضيفاً: «النظام صار مرتهناً بالكامل للنظام السعودي وتابعاً له. نعرف أن النظام السعودي قرر أن يخوض حرباً طائفية معلنة. لذا، من دون مبالغة، نستطيع القول إن البحرينيين وكذلك أبناء المنطقة الشرقية في السعودية، يعيشون وضعاً صعباً ومقلقاً». ويشدّد على «أن الغربيين قرّروا مسايرة هذا والسماح به، بل بعضهم راحوا يضعون الاستراتيجيات المؤثّرة لذلك».
البريطانيون لجمعية «الوفاق»: غيّروا أمينكم العام

وردّاً على سؤال، «من المقصود ببعض الغربيين الذين يضعون هذه الاستراتيجيات؟»، يأتي الردّ: «البريطانيون بالطبع. هل تعلمون أنّهم وجّهوا رسالة واضحة للوفاق مفادها: غيّروا أمينكم العام الآن قبل الغد». كيف وصلت هذه الرسالة؟، يردف بالقول: «الرسالة شفهية. جلسوا مع نائب سابق من كتلة الوفاق، وقالوا له بلّغ الوفاقيين ضرورة أن يقوموا بتغيير الأمين العام للجمعية، فالشيخ علي سلمان سيكمل حكمه ولن يتم تخفيض الحكم، بل ربما يزيد سنوات. لذا فليقوموا بتغييره قبل أن تصل قضيته إلى محكمة التمييز ويقعوا في الإحراج الذي وقع فيه غيرهم». يضيف: «الوفاق تتعرض للضغط، وهم يأملون تفكيك وحدتها وموقفها المتماسك بشأن المطالب».
ما الحل إذن؟ يردّ بوضوح: «الاستمرار والصبر أمام كلّ الضغوط. اللعبة الغربية وسخة تماماً بل غير إنسانية إزاء ما يجري هنا». وحول كيفية تلقّي «الوفاق» للرسالة البريطانية يجيب أحد قيادات الجمعية بتأكيد وصول الرسالة البريطانية، لكن «لا نأخذ الرسائل بهذه الطريقة، ولن نقبلها من أي طرف يرسلها إلينا»، مشدّداً على أن «الجمعية تتعامل كأن رسالة لم تصل في هذا الخصوص».
يضيف قيادي آخر، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنه «مؤخراً بدأ البريطانيون التواصل معنا، وجلسوا مع ممثلين عن العمل الحقوقي في الثالث من شباط الجاري»، متابعاً: «نحن منفتحون وإيجابيون، نتعامل بعقل بارد مع الجميع، ليست لدينا مواقف تمنعنا من التواصل مع أي أحد، مع أننا نعرف ماذا فعل السفير البريطاني السابق ومساعدته ميلاني التي لا تزال في عملها وسوف تغادره خلال الأشهر القليلة المقبلة، وهي شخصية تحمل موقفاً سلبياً بالكامل تجاه المعارضة».
يقول الرجل إن «الجميع قال لنا إن السلك الدبلوماسي سيقاطع الوفاق وجمعيات المعارضة إذا قاطعنا الانتخابات. لقد كان لنا موقفنا وتمت محاربتنا دون هوادة، بقي موقفنا ثابتاً وعادت اللقاءات الدبلوماسية معنا. إننا متوحّدون ومتماسكون في ضرورة إجراء تغيير حقيقي وبالسبل السلمية في البحرين، وذلك من أجل مستقبل البلد كله»، مستدركاً: «لدينا المرونة تجاه أي طروحات موجودة، لكن وفق رؤية تأخذ مصالح الشعب أوّلاً وأخيراً».
وعن أفق الأزمة السياسية في البلاد، لا تتوقّع قيادات معارضة أي مبادرة من نظام «آل خليفة» في هذه الفترة. يرى البعض أن النظام «عاجز بالكامل عن تقديم أي مبادرة»، وذلك بسبب «الخلافات الشديدة داخل العائلة الحاكمة على المنافع والنفوذ والثروة، وارتهان الجميع للنظام السعودي الذي لا يرغب بالطبع حالياً في حلحلة الأمور في البحرين، بل يرغب في بقائها ورقة في حربه الإقليمية».
وردّاً على سؤال حول تأثير إيجابي محتمل للاتفاق النووي الأخير بين إيران والغرب، يقول أحد المهتمين: «بصراحة لا أتوقع شيئاً الآن، رغم أن بعض المعارضين في البحرين يرون أن المصالح النامية بين الغرب وإيران قد تدفع هذه الدول إلى ممارسة أدوار أكثر إيجابية، على الأقل في ملف حقوق الإنسان، لكني أرى أن الإيرانيين ملعبهم الرئيسي في سوريا، والبحرين حالياً قضية في الأدراج».