مقالات مرتبطة
لكن التدخل المصري تأخّر كثيراً، بما فيه نشاط بعثة الحج الرسمية التي يقترب عددها من 51 ألف شخص، مع وجود أرقام غير رسمية تفيد بوجود أكثر من 100 ألف مصري على الأقل حاولوا تأدية مناسك الحج بشكل غير رسمي، فيما انتقل وفد من السفارة المصرية إلى مكة في محاولة لمساعدة العائلات التي بدأت البحث عن ذويها. والمفارقة أن التدخل القنصلي تأخّر حتى بعد انتهاء عطلة أيام العيد، في وقت اعتمد فيه المصريون الموجودون في مكة على مجموعات مغلقة من أجل التواصل ومحاولة إنهاء تصاريح الدفن لمن توفوا خلال أيام الحج، علماً أنه جرى تسهيل إجراء التوكيلات الموثّقة عبر الخارجية المصرية لإتمام مراسم الدفن في المملكة في أسرع وقت، مع تسجيل مئات الوفيات.
ورغم مرور أسبوع على وفاة العدد الأكبر من الحجاج المصريين، إلا أن التحركات المصرية الحكومية التي بدأت مع إعلان تشكيل خلية أزمة، اقتصرت على السعي لمحاسبة الشركات التي سهّلت سفر المصريين بالمخالفة للضوابط القانونية المحددة، وسط سحب تراخيص 16 شركة سياحية ثبت تورطها في المسؤولية عن تسفير حجاج بالمخالفة للقانون. ويؤكد أحد الحجاج الذي سافر من خلال إحدى الشركات، في حديثه إلى «الأخبار»، أنه ونظراءه اضطروا إلى «دفع مبالغ مالية كبيرة بشكل مفاجئ في الأيام التي سبقت التوجه إلى عرفات بسبب الملاحقات الأمنية من السلطات السعودية»، مشيراً إلى أن «المسؤول السعودي عن تنظيم رحلتهم لم يتواصل معهم في الموعد المحدد لنقلهم بالباصات إلى جبل عرفة، ما اضطر الكثيرين منهم لقضاء أكثر من 12 ساعة في الطريق سيراً على الأقدام للوصول إلى هناك».
وبحسب مصادر أمنية تحدثت إلى «الأخبار»، فإن «إجراءات أمنية مشددة وتحريات وعمليات استجواب موسّعة تجري مع الحجاج المصريين المخالفين خلال عودتهم إلى المطارات المصرية للاستدلال على منظّمي رحلاتهم والذين سمحوا لهم بالخروج من البلاد بشكل رسمي للحج بشكل مخالف»، علماً أن وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني «مسؤولان عن هذا الملف بشكل كامل». وإذ تتوقع المصادر «توقيف العشرات خلال الأيام المقبلة»، على خلفية التحقيقات الجارية، فهي تشير إلى «إجراءات سيتم اتخاذها من جانب السلطات المصرية بالتنسيق مع الجانب السعودي ستحد من التسهيلات الممنوحة للمصريين لدخول المملكة خاصة خلال الفترة التي تسبق موسم الحج»، فضلاً عن «المطالبة بتعديل مدة الزيارات إلى السعودية ليكون موعد انتهائها قبل بداية الموسم تجنباً لتكرار ما حدث».