صنعاء | في غضون أيام، ومن دون مفاوضات مسبقة بين الأطراف اليمنية، تم فتح عدد من الطرق المغلقة منذ سنوات في محافظتي تعز ومأرب، مع بدء تهيئة الطرق في حيس، جنوب مدينة الحديدة غرب اليمن، لإعادة فتحها. وتحدّثت مصادر مطّلعة في صنعاء، إلى «الأخبار»، عن تشجيع سعودي للأطراف الموالية للرياض، على الانفتاح على مبادرات صنعاء في هذا الجانب. وبعد أن تمكّن ناشطون محليون من فتح طريق البيضاء - مأرب، الذي أصبح سالكاً منذ ظهر أمس، يترقّب سكان مدينة تعز فتح طريقين يربطان جنوبها بشمالها للمرة الأولى منذ تسع سنوات، بعد أن عملت السلطات المحلية الموالية لطرفي الصراع في المحافظة على تفكيك السواتر الترابية ورفع الألغام وإزالة العوائق استعداداً لفتح طريق القصر - الكمب، فضلاً عن طريق مواز هو الستين - الخمسين - مدينة النور - بئر باشا. وأوضحت مصادر محلية في تعز، لـ«الأخبار»، أن المبادرة التي أعلنها محافظ المحافظة التابع لصنعاء، أحمد المساوى، في السابع من حزيران الجاري هدفت إلى فتح طريقين، الأول يربط منطقة الحوبان الخاضعة لسيطرة "أنصار الله"، بمنطقة جولة القصر الخاضعة لسيطرة مناوئي الحركة، على أن يُخصّص هذا الطريق لوسائل النقل الخفيفة، مقابل تخصيص طريق الستين - الخمسين - مدينة النور - بئر باشا لمرور شاحنات النقل الثقيل والمتوسط. وقوبلت هذه الخطوة، للمرة الأولى، باستجابة من الطرف التابع للحكومة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي في المدينة نفسها. وعلى رغم اشتراط وزير الدفاع في تلك الحكومة، محسن الداعري، وقف إطلاق النار لفتح الطرق، ووصفه اندفاع السلطات المحلية الممثّلة لأطراف الصراع في تعز إلى فتح الطريق بـ«العمل العشوائي المتسرع»، إلا أن المئات من الناشطين في المدينة حمّلوا السلطات المحلية الموالية لحكومة عدن مسؤولية تفويت هذه الفرصة، رافضين كل المبرّرات التي تهدف إلى إطالة معاناة أبناء تعز، ومؤكدين أن الحلول المقدّمة من قبل صنعاء يجب أن يتم التجاوب معها كبادرة إنسانية، بعيداً عن تراكمات الصراع وتداعياته، نظراً إلى تزايد معاناة المواطنين الناتجة من فشل الأمم المتحدة في تقديم أي معالجات في هذا الملف. 
من جهته، بيّن مصدر عسكري في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن المبادرة الأخيرة بشأن طرق تعز سبق أن قُدّمت عدة مرات خلال السنوات الماضية، إلا أن الطرف الآخر لم يكن مستعداً لفتح الطريق. وأشار المصدر إلى أن طريق الخمسين - الستين - مدينة النور، الذي أعلنت "أنصار الله" فتحه من طرف واحد أواخر شباط الماضي، بقي مفتوحاً من جانب صنعاء، بينما «لم يستجب الطرف الآخر للمبادرة الهادفة إلى التخفيف من معاناة المواطنين، والناتجة من المرور عبر طريق الأقروض البدائي الريفي، والذي يعبر منحدرات جبلية خطيرة». وجاء الحراك الأخير بشأن الطرق في تعز، بعد أيام من تمكّن مبادرة شعبية من الضغط على السلطات التابعة لـ«حزب الإصلاح» في مأرب، لإزالة السواتر الترابية ونزع الألغام من الطريق الرابط بين البيضاء والجوبة والفلج ومأرب. كما أتى بعد أسابيع من إعلان صنعاء فتح هذا الأخير أمام المسافرين الراغبين في الانتقال براً لأداء مناسك الحج للعام الحالي، كون طريق البيضاء - مأرب يربط بين صنعاء ومنفذ الوديعة الحدودي.
وعلى رغم إعلان المبادرة الشعبية لفتح طريق الجوبة - الفلج - مأرب، فتح الخط رسمياً، أمس، إلا أن تلك السلطات اعتمدت آلية تتيح مرور السيارات لست ساعات فقط، وهو ما أزعج صنعاء. وفي هذا الإطار، دعا نائب رئيس الهيئة الإعلامية لـ«أنصار الله»، وعضو لجنة فتح الطرق، نصر الدين عامر، سلطات «الإصلاح» في مأرب، إلى فتح الطريق أمام المسافرين 24 ساعة.
وتوقّعت مصادر سياسية مطّلعة في صنعاء، من جهتها، افتتاح المزيد من الطرق خلال الأيام المقبلة، مؤكدة أن ما حدث من انفراجة في هذا الملف يأتي تنفيذاً لتوجيهات سعودية.
لكنّ «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات لا يزال يرفض مبادرات فتح الطرق الرابطة بين محافظتي البيضاء وأبين ومحافظتي إب والضالع. ووفقاً لأكثر من مصدر في أبين، فإن «الانتقالي» وجّه بوقف أي تفاوض بشأن فتح طريق عقبة ثرة وإزالة المتاريس والألغام منه وتأمينه للمسافرين. وعلى هذه الخلفية، تصاعدت المطالب الشعبية في الضالع بضرورة الاستجابة لمبادرة صنعاء بفتح طريق دمت - مريس الذي يربط بين المحافظتين من طرف واحد. كما دعا العشرات من الناشطين عضو «المجلس الرئاسي»، طارق صالح، إلى الاستجابة لمطالب أبناء مناطق جنوب الحديدة بفتح الطريق الساحلي المغلق في منطقة حيس، لإنهاء معاناة المواطنين وتسهيل حركة النقل الداخلي بين مدينتي الحديدة والمخا.