محمد زبيبأُنشئ معملان لإنتاج الكهرباء بنظام الدارة المختلطة في دير عمار والزهراني، بكلفة تجاوزت 600 مليون دولار، ويضم كل معمل وحدتي إنتاج تعملان على الغاز وثالثة تعمل بالبخار. وشُغِّل هذان المعملان على مراحل بين عامي 1998 و2000، لكن على المازوت (وهو الأغلى بين المشتقات النفطية) لا على الغاز (وهو الأرخص) الذي تبيّن أنه لا خطة متوافرة لإمداد لبنان به.
هذه الفضيحة معروفة، وهي أُضيفت إلى الفضيحة الأصلية التي تمثّلت باختيار موقعين لإقامة المعملين بعيدين عن بعضهما، ما يتطلب أصلاً استثمارات مكلفة جداً لتمديد أنابيب الغاز أو إنشاء الخزانات أو تشييد محطات لمعالجة الغاز السائل في حال توافره عبر البحر لا عبر البر.
إلا أن مسلسل الفضائح لم يتوقف، فبعد أكثر من عشر سنوات من بدء تشغيل المعملين على المازوت، اكتشف وزير الطاقة والمياه ألان طابوريان منذ أيام قليلة أن تشغيلهما ممكن على الفيول أويل المستخدم في معملي الزوق والجيّة، وبحسب رأي استشاري حصل عليه طابوريان، تسمح المواصفات التقنية للوحدات بذلك، خلافاً لما كان يُشاع، خدمةً لمصالح ضيقة جداً تتصل بتجارة المازوت وأرباحها!
بحسب التقديرات الأولية، لقد تكبّد اللبنانيون أكثر من ملياري دولار فارقاً في الأسعار بين المازوت والفيول أويل، فيما المافيات المهيمنة على السلطة لا تزال تصرّ على تمنينهم بأنهم يدفعون سعراً للكهرباء هو أقل من الكلفة الفعلية... طبعاً تقصد هذه المافيات الكلفة التي نفختها كثيراً من أجل منافعها.