أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، أمس، أن الشعب الإيراني لا يريد برلماناً حكومياً أو مناهضاً للحكومة، بل برلماناً شجاعاً ينهض بمسؤولياته ولا يخشى أميركا.
وبحسب الموقع الإلكتروني لمكتبه، قال خامنئي خلال استقباله عدداً كبيراً من أهالي مدينة نجف آباد التابعة لمحافظة أصفهان، إن من ألاعيب العدو التي تتكرر في الانتخابات، افتعال قطبين كاذبين على غرار برلمان "حكومي" وآخر "غير حكومي"، مضيفاً أن "هيبة الثورة تعظم في عين العدو، حينما يرى الضغوط والحظر قد عجزا عن منع بيعة المواطنين للنظام الإسلامي".
وفيما تطرّق إلى مفهومي "المعتدل والمتطرف"، دعا جميع المسؤولين والسياسيين إلى اليقظة تجاه خدع الأعداء الرامية إلى خلق الثنائية القطبية الكاذبة والإيحائية في أجواء الانتخابات. وشدد على أنه "يجب على جميع الحرصاء على عزة إيران المشاركة في انتخابات يوم الجمعة، وسيرى العالم في ذلك اليوم كيف يحضر الشعب الإيراني بلهفة إلى صناديق الاقتراع".
توقعت وزارة الداخلية أن تبلغ نسبة المشاركين في الانتخابات 65 في المئة

ورأى المرشد الأعلى أن "مشاركة الشعب الواسعة في الانتخابات تؤدي إلى هيبة وعظمة الثورة الإسلامية من جديد في العالم"، موضحاً أن "الانتخابات فضلاً عن أنها تظهر القوة والعزم والصمود الوطني، فإنها تبرز وفاء وشجاعة وإقدام شعب عظيم في ساحة مواجهة الأهداف المغرضة".
وأشار خامنئي إلى أن القطبية الثنائية الحقيقية في المجتمع الإيراني هي بين "الأوفياء للثورة الإسلامية ومبادئ الإمام الراحل وجبهة الاستكبار والمواكبين لأفكارها"، وأضاف: "بطبيعة الحال، في هذه القطبية الثنائية، قاطبة الشعب الإيراني ثوري ومتمسك بالثورة ووفي للإمام الراحل وفكره ومبادئه".
وفي هذا السياق، أوضح أن "المصدر الأساس للقطبيات الثنائية الكاذبة، هو خارج البلاد، ولكن للأسف يجري تكرار ذلك في الداخل أحياناً أيضاً".
وفيما ذكر أن "البرلمان الموالي للحكومة" و"البرلمان المناهض للحكومة" إحدى القطبيات الثنائية الكاذبة في أجواء الانتخابات، أشار إلى أن "المخططين لهذه القطبية الثنائية يسعون للإيحاء بأن قسماً من الشعب الإيراني مؤيد للبرلمان الموالي للحكومة، وأن قسماً آخر معارض للبرلمان الموالي للحكومة، في حين أن الشعب الإيراني لا يريد البرلمان الموالي للحكومة ولا البرلمان المناهض للحكومة".
بدوره، دعا الرئيس حسن روحاني الشعب إلى المشاركة الواسعة والفاعلة، مرة أخرى، في الانتخابات لتكريس الديموقراطية والقوة الوطنية والرصيد الاجتماعي، واستعراض الاتحاد والأخلاق الإسلامية. وخلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء، قال روحاني إن "الشعب الإيراني سيكون أمامه اختبار آخر في 26 شباط، ومن المؤكد أنه سيخرج مرفوع الرأس من هذا الاختبار كما السنوات الماضية". وأضاف: "نشهد نشاطاً خاصاً في البلاد، بسبب الأجواء التي توافرت بعد الاتفاق النووي ورفع الحظر الجائر".
من جهة أخرى، أكد روحاني ضرورة تحويل الأسطول الجوي الإيراني إلى أسطول قوي. وفي مراسم الذكرى السنوية الـ 55 لتأسيس شركة الخطوط الجوية الإيرانية، شدد على أن حكومته "تولي اهتماماً بأرواح المواطنين الإيرانيين وسمعتهم وآمالهم"، مضيفاً أن "تحديث الأسطول الجوي يأتي في ظل تنفيذ الاتفاق النووي".
إلى ذلك، توقع المدير العام للشؤون السياسية والأمنية في وزارة الداخلية محمد أمين رضا زادة، أن تبلغ نسبة المشاركين في الانتخابات 65 في المئة من الناخبين.
وقال رضا زادة، على هامش تفقده لأمكنة توزيع صناديق الاقتراع في دوائر تبريز وآذرشهر وأسكو (شمال غرب إيران) إنه "جرى توفير جميع التمهيدات اللازمة لإجراء الانتخابات بالشكل المطلوب"، مضيفاً أن "هناك تعاوناً جيداً للغاية بين مختلف لجان الانتخابات، وأعضاء لجان الإشراف والجهات والعناصر المعنية بإجراء الانتخابات".