مع اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا نهاية الشهر المنصرم، سارعت المنظومة الغربية بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى حشد قواتها غير العسكرية - الدبلوماسية والاقتصادية والإعلامية وحتى الرياضية - لدعم حليفها الأوكراني في مواجهة العدو الروسي. لم يكن الإعلام «المستقلّ» و«المتنوّع» المنتشر في منطقتنا بمنأى عن هذه المعركة. فعملت هذه المنابر - المهتمّة بنشر «ثقافة التنوير» و«المستقلّة سياسياً» كما تدّعي والتي «لا تعتمد إلا على وسائل تمويل لا تفرض قيوداً تحريريّة» لتعرض «قصص الفئات المهمّشة وأصواتها التي غالباً ما تتعرض للإقصاء والوصم من قبل الإعلام التقليدي» - على نشر «بروباغندا» مطابقة لتلك المنتشرة في الإعلام الغربي المهيمن.
أنقر على الصورة لتكبيرها

اجتهدت كل منصة في تقديم المحتوى «المفروض» على طريقتها ووفقاً لما يناسب ويحاكي اهتمامات جمهورها. فمن محلّليها من سارع إلى ربط الأزمة الأوكرانية بتلك السورية وربط معاناة المجتمعين بسبب «الأطماع الروسية» في البلدين. وآخرون صوّروا الأزمة بأنها تهديد للنظام العالمي والاستقرار الدولي وأن «أوكرانيا تواجه حرباً نيابة عن العالم المتحضّر». ومنهم من عمل على ربط التطورات الأخيرة بالأزمة اللبنانية أيضاً، طالباً من اللبنانيين التعلّم من «الشعب الأوكراني الذي يموت ويُقتل فداءً لاستقلال بلده وسيادته بينما يعاني لبنان من شحّ في السيادة». بالتأكيد لم تتوانَ أيّ من هذه المنصات عن تصوير «وحشية» الجيش الروسي و«ديكتاتورية» بوتين، إضافة إلى تقديم التغطية الإعلامية الكاملة «للقرارات والتنديدات والمساعدات» من قبل الحكومات الغربية في مواجهة الأزمة المندلعة، ومنها من وصل بها الأمر إلى الدفاع عن المجتمعات الغربية بعد التصريحات العنصرية التي أدلى بها بعض الإعلاميين والمحلّلين الغربيين، طالباً من المجتمع العربي «عدم التعميم» في التعامل مع هذه التصريحات حتى لا يقع في فخ «العنصرية المعكوسة».