أدانت تايوان، اليوم، توقيت الشراكة «بلا حدود» بين الصين وروسيا، التي تمّ التوصل إليها في بداية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، واصفةً إياه بـ«المثير للازدراء»، ومعتبرةً أن بكين «تُلحق العار بروح الألعاب الأولمبية».
وفي سياق هجومها على بكين، اعتبرت تايوان أن «المزاعم الكاذبة المستمرة للصين بأن الجزيرة جزء من جمهورية الصين الشعبية، هي جزء من الأخبار الكاذبة التي تعمل بكين على نشرها».

وأضافت: «لا تزيد هذه المزاعم من سخط الشعب التايواني واشمئزازه من غطرسة الحكومة الصينية وترهيبها فحسب، وإنما تُظهر أيضاً بوضوح، لجميع دول العالم، الوجه الشرير والعدواني للنظام الشيوعي الصيني، وتوسّعه وإضراره بالسلام».

وفيما أعلنت الصين عن موقفها الداعم لروسيا في المسألة الأوكرانية، في لقاء خلال افتتاح الألعاب الأولمبية، أعربت موسكو بدورها عن دعمها لموقف الصين حول أن تايوان جزء لا يتجزّأ من أراضيها، مؤكدّةً معارضتها لأي شكل من أشكال استقلال الجزيرة.

وتاريخياً، كانت جزيرة تايوان جزءاً من الأراضي الصينية، إلا أن الطرفين يشهدان خلافات متزايدة ترسّخت بعد الحرب الأهلية الصينية بين «الحزب الشيوعي الصيني» و«حزب الكومنتانغ» اليمينيّ، عندما اختار هذا الأخير الجزيرة كنقطة انسحاب له أثناء خسارته للحرب، وفرض حكماً عرفيّاً طويلاً عليها. وقد عرفت الجزيرة تاريخياً دعماً متواصلاً من واشنطن، التي ترى فيها فرصة لاحتواء الصين في منطقة المحيط الهادئ.

وإلى جانب التأكيد على موقفهما من تايوان، فتحت روسيا والصين، أمس، فصلاً جديداً وغير مسبوق في تاريخ تعاونهما، بتوقيعهما وثيقة مشتركة بدا واضحاً أنها مدفوعة بتصاعُد العداء المشترك للولايات المتحدة. تصاعدٌ لا يفتأ يدْفع بالبلدَين إلى تعزيز تقاربهما وتنسيق مواقفهما، وهو ما يَظهر جليّاً في تعاملهما مع الأزمة الأوكرانية، والتوسع الغربي.

وفي وثيقتهما، ندّد البلدان بالنفوذ الأميركي ودور «حلف شمال الأطلسي» وتحالف «أوكوس» الدفاعي في أوروبا وآسيا، وجدّدا معارضتهما «أيّ توسيع للحلف الأطلسي مستقبلاً». كما تعهّدا بالتصدّي لأيّ تدخُّل خارجي في شؤون دول ذات سيادة تحت أيّ ذريعة كانت، مكرّرَين رفضهما «الثورات الملوّنة»، ومعلنَيْن اعتزامهما تطوير التعاون في هذا الصدد، ورغبتهما ببلورة نزعة جديدة، تقضي بإعادة توزيع توازن القوى في العالم، أي كسر الهيمنة الأحادية عليه.