رفض المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، جو بايدن، فكرة إجراء فحص إدراكي يهدف إلى تقييم حالته العقلية، وذلك ردّاً على دعوات من خصمه، دونالد ترامب، الذي يحضّه على أن يجتاز مثل هذا الاختبار. وكان ترامب أعلن، أواخر حزيران/ يونيو الماضي، أنه حقّق نتائج «ممتازة» في اختبار قدراته الإدراكية، خلال مقابلة انتشرت بشكل كبير. وأوضح أن الفحص تضمّن «أسئلة ذاكرة»، مضيفاً: «يطلبون منك أن تكرّر كلمات: شخص، امرأة، رجل، كاميرا، تلفزيون. قلت أجل، إنها شخص، رجل، امرأة، كاميرا، تلفزيون». وفي إشارة واضحة إلى تلك التصريحات، قال بايدن: «حسناً، إذا كان لا يستطيع التمييز بين فيل وأسد. لا أعرف حتى عمَّ يتكلم. هل شاهدتموه؟ أنتظر بفارغ الصبر فرصة» مناظرة ترامب. وتابع بايدن، خلال مقابلة بُثّت أمس فيما بدا عليه الغضب: «لا لم أجتز الاختبار، لِمَ عليّ أن أجتاز هذا الاختبار؟».
ويثير فريق حملة ترامب البالغ 74 عاماً، تكراراً، تساؤلات في شأن القدرة العقلية لبايدن الذي يبلغ من العمر 77 عاماً. وكان نائب الرئيس السابق أعلن أنه يخضع لاختبارات بشكل منتظم، ليوضح لاحقاً أن المقصود منها هو تحدّيات الحملة الرئاسية ولقاءاته مع الناخبين. وأضاف بايدن، في حديث إلى صحافي من قناة «سي بي إس» كان يجري معه مقابلة لمؤتمر المؤسسات الأميركية للصحافيين السود وللصحافيين من أصول لاتينية: «الأمر أشبه بطلبي منك، قبل أن تأتي إلى هذه الحلقة، بأن تخضع لاختبار يُبيّن ما إذا كنت تتعاطى الكوكايين. ما رأيك؟ هل أنت مدمن؟».
قد يعلن ترامب وبايدن ترشّحهما رسمياً من دون حضور مؤتمرَي الحزبَين


وأثار هذا الردّ غير المتوقّع جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال الصحافي إيرول بارنيت، لاحقاً، إنه طلب من فريق حملة بايدن توضيح سياق ربطه بين الفحص الإدراكي وفحص المخدّرات.
وسارع فريق حملة ترامب، بعد تلك التصريحات، إلى التشكيك مجدداً في القدرات العقلية لبايدن، الذي غالباً ما يروي تجربته في مكافحة مشكلة تلعثم كان يعاني منها، ولا سيما أنه واجه صعوبة في القول في ختام المقابلة إنه «مستعدّ للسماح للرأي العام الأميركي بتقييم صحّتي الجسدية والعقلية».
في سياق متصل، أعلن منظّمو مؤتمر الحزب الديمقراطي في ميلووكي ــــــ ويسكانسن أن بايدن لن يحضر شخصياً إلى المؤتمر للموافقة على إعلان ترشيحه، وذلك «بهدف حماية الصحة العامة» مع تفشي وباء «كوفيد ــــــ 19». وأوضح منظّمو المؤتمر، الذي يُعقد بين 17 و20 آب / أغسطس، أنهم اتخذوا هذا القرار «بعد مشاورات مع مسؤولين في الصحة العامة وخبراء أكدوا خطورة فيروس كورونا المستجد».
من جهته، أعلن ترامب أنه يدرس إمكان إلقاء خطاب قبوله الترشح للانتخابات الرئاسية في البيت الأبيض، من دون أن يشارك في مؤتمر الحزب الجمهوري.
وتمثل المؤتمرات تقليداً متجذّراً في الحياة السياسية الأميركية، وتكون في العادة إشارة الانطلاق الرسمية للحملة الانتخابية، حين يلقي المرشحون خطاباتهم في حضور آلاف المشاركين، وتنقلها مباشرة التلفزيونات الكبرى.