للمرة الأولى منذ انتشار وباء «كوفيد 19»، عزلت الهند أكثر من 125 مليون شخص بسبب ارتفاع عدد الإصابات، لتُعتبر هذه أكبر عملية عزل في التاريخ. فمنذ مساء أمس، قرّرت السلطات الهندية إعادة عزل أكثر من 10% من سكانها، وفرضها لمدة أسبوعين قيوداً على سكان ولاية بيهار (شمال شرق) البالغ عددهم 125 مليون نسمة.وفي هذا السياق، نقلت وكالة «فرانس برس» عن أحد سُكان المدينة قوله: «خلال العزل السابق، عانينا من نقص في الأرز والطحين، لأننا لم نتمكن من التزوّد مسبقاً بهما. هذه المرة قرّرنا عدم تكرار الخطأ نفسه». ورغم خطة الحجر المنزلي المُفترضة، إلا أنّ الآلاف من سكان باتنا عاصمة الولاية، خرقوا قيود التباعد الاجتماعي من أجل التزود بالمؤن من المتاجر قبل دخول التدابير حيز التنفيذ.
سيناريو إعادة العزل، تكرّر أيضاً في عدة مناطق حول العالم، مع عودة ارتفاع الإصابات، إذ أعادت هونغ كونغ أمس فرض إجراءات مشدّدة للتباعد الاجتماعي وأغلقت العديد من المتاجر وجعلت وضع الأقنعة الواقية إلزامياً في وسائل النقل العام، وذلك بعد تسجيل ارتفاع في أعداد الإصابات بـ«كورونا»، الأمر الذي يهدد بنسف أشهر من نجاح الجهود في احتواء الوباء. وحُظرت التجمعات لأكثر من أربعة أشخاص، فيما أمرت السلطات بإغلاق العديد من الأنشطة التجارية، مثل النوادي الرياضية ومحال الحلاقة والحانات والنوادي الليلية وحانات الكاريوكي.
بدورها أبلغت العاصمة اليابانية، طوكيو، حال الإنذار القصوى إثر ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس، على ما أفادت الحاكمة يوريكو كويكي أمس.
وفيما سجلت الولايات المتحدة حصيلة يومية قياسية بعدد المصابين بـ«كورونا»، وخصوصاً في جنوب البلاد، كرّمت إسبانيا، وهي إحدى الدول الأوروبية الأكثر تضرراً بالوباء، اليوم الخميس، رسمياً ضحايا الفيروس فيما تواصل مراقبة أكثر من 120 بؤرة نشطة على أراضيها. وللمرة الأولى منذ انتهاء العزل في إسبانيا، أعادت البلاد الأحد الماضي، فرض حجر منزلي على أكثر من 200 ألف شخص في إقليم كاتالونيا (شمال شرق) بهدف وقف الارتفاع الكبير لعدد الإصابات بفيروس «كورونا».
أما إيرلندا التي كان من المقرّر أن تعيد فتح حاناتها بالكامل الاثنين الماضي، فقد أرجأت تنفيذ المرحلة الأخيرة من رفع تدابير الإغلاق إلى 10 آب/أغسطس كما أن وضع الكمامات سيكون إلزامياً في المتاجر.
وحتى اليوم، أصيب أكثر من 13.4 مليون شخص بالفيروس في العالم، وتم الإبلاغ عن ما يقرب من 580 ألف وفاة. وفي كل القارات، يتسبّب الوباء في موجة من إعادة فرض تدابير العزل إضافة إلى إجراءات جديدة مثل إلزامية وضع القناع الواقي وخصوصاً في الولايات المتحدة حيث يلقى قبولاً متزايداً رغم أن جزءاً من السكان لا يزال متردّداً في استخدامه.
من جهتها، عبّرت مفوضة الصحة الأوروبية، ستيلا كيرياكيدس، عن قلقها بشأن «تفاعل الإنفلونزا الموسمية مع كوفيد-19»، وحذّرت قائلة: «يتم الإبلاغ عن عودة تفشي المرض بشكل متزايد في العديد من الدول الأعضاء. إن التحضر أمر أساسي وخصوصاً قبل أشهر موسمَي الخريف والشتاء».
ومن الأضرار الجانبية للوباء انخفاض عدد الأطفال الذين تم تلقيحهم في أنحاء العالم ما يمهد الطريق أمام عودة أمراض أخرى وهو أمر مقلق وفقاً للأمم المتحدة. وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) هنرييتا فور إنه «لا يمكننا استبدال أزمة صحية بأخرى».