بعد «سبايسكوم»، أكد ترامب أنه سيتم إنشاء «قوة الفضاء» التي ستصبح الفرع السادس للجيش الأميركي إلى جانب جيوش البر والبحرية وسلاح الجو ومشاة البحرية وخفر السواحل. وسيتم تشكيل تلك «القوة» داخل القوات الجوية التي تشرف على العمليات العسكرية في الفضاء منذ الخمسينيات.
وتتحدث الأوساط الرسمية الأميركية عن أن هدف هذه الخطوة هو ضمان تفوق الولايات المتحدة في ساحة المعركة الجديدة أمام تهديدات الصين وروسيا اللتين طورتا قدراتهما التكنولوجية. وقال الجنرال جون ريموند قائد القيادة العسكرية الجديدة، خلال مؤتمر صحافي: «اليوم، نحن الأفضل عالمياً في الفضاء، غير أن مستوى تفوّقنا يضيق. نريد التحرك سريعاً والبقاء في المقدمة». وقال الجنرال في سلاح الجو إن التهديدات تتراوح ما بين التشويش على الاتصالات وأقمار نظام تحديد الموقع إلى إطلاق صاروخ أرض جو ضد قمر صناعي «كما فعلت الصين في عام 2007».
ترامب نفى أن تكون بلاده «متورطة» في انفجار صاروخ فضائي إيراني
وستعمل «سبايسكوم» مع حلفاء واشنطن التقليديين: مجموعة «الخمس أعين» (Five Eyes) التي تضم أجهزة الاستخبارات الأميركية والنيوزيلندية والبريطانية والكندية والأوسترالية، وكذلك مع ألمانيا واليابان وفرنسا التي أعلنت بالفعل عن التخطيط لإنشاء قيادة مخصصة للفضاء. وقال ريموند: «تاريخياً، لم نكن بحاجة إلى حلفاء في الفضاء الخارجي الذي كان مجالاً ثانوياً، لكنه أصبح مهماً جداً اليوم». وقال ستيف كيتاي نائب وزير الدفاع لشؤون الفضاء: «لن يكون الفضاء نقطة ضعفنا». وأضاف رداً على سؤال حول احتمال البحث عن حياة خارج الكوكب إن «سبايسكوم وقوة الفضاء ستركزان على الحياة على الأرض».
في آذار/ مارس 2018، نسب ترامب لنفسه هذه الفكرة، وإن كان مجلس النواب قد صوت قبل عام من ذلك التاريخ على قانون إنشاء «شعبة الفضاء» الذي عارضه وزير الدفاع آنذاك جايمس ماتيس علانية، معتبراً أن إنشاء فرع عسكري سادس سيكون باهظاً وغير ضروري. كذلك، أعربت قائدة القوات الجوية الأميركية هيذر ويلسون، عن معارضتها لهذه الفكرة. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه قوة الفضاء المستقبلية معارضة من الكونغرس الذي يفترض أن يوافق على تمويلها الذي يقدره البيت الأبيض بنحو 8 مليارات دولار.
الحديث الأميركي عن «التفوق» في الفضاء، ترافق مع إعلان ترامب أن بلاده «غير متورطة» في ما يبدو أنه انفجار صاروخ إيراني لدى إطلاقه. إذ كتب في تغريدة: «الولايات المتحدة غير متورطة في الحادث الكارثي خلال الاستعدادات الأخيرة لإطلاق صاروخ سفير الذي يحمل قمراً صناعياً من موقع سمنان في إيران». وأظهرت صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية أرفقها ترامب مع تغريدته ما يبدو أنه انفجار لصاروخ عند منصة الإطلاق. وكان مسؤول إيراني قد قال إن الصاروخ انفجر في منصة الإطلاق في مركز للفضاء بشمال إيران، الخميس، فيما قال مسؤول أميركي إن إيران «فشلت في إطلاق القمر الصناعي».
(أ ف ب، رويترز)