نالت العالمة الأميركية فرانسيس أرنولد (62 عاماً) جائزة نوبل للكيمياء، اليوم، مع كلّ من العالم الأميركي جورج سميث (77 عاماً) والبريطاني غريغوري وينتر (67 عاماً)، تقديراً لأعمالهم في مجال التطور الموجه والأجسام المضادة التي سمحت «بتسخير مبادئ نظرية التطور» لأغراض علاجية وصناعية، وخصوصاً في مجال علاج السرطان والحفاظ على البيئة. وبهذا تكون أرنولد خامس امرأة تفوز بنوبل الكيمياء منذ البدء بمنحها عام 1901، فقد حازتها سابقاً كلّ من: ماري كوري (1911) وإيرين جوليو ــ كوري (1935) ودوروثي كروفوت هودجكين (1964) وآدا يوناث (2009).

ما هي اكتشافات هؤلاء العلماء؟
عمل العلماء الثلاثة على التطور الموجه، وهو مجموعة من التقنيات التي تسمح بتحسين بروتين أو حمض نووي من خلال نسخ عملية التطور الطبيعية بشكل اصطناعي مع إعطائها الوجهة المبتغاة. واستند العلماء الى مبادئ نظرية التطور بشأن التغيرات الجينية والانتقاء، لتطوير بروتينات تستخدم في مجموعة من المجالات. وأوضح رئيس اللجنة المانحة للجائزة، كلايس غوستفسون، أن الكيميائيين الثلاثة «نسخوا مبادئ نظرية داروين وطبقوها في أنبوب. استفادوا من فهم الجزئيات الذي نستمده من نظرية التطور لإعادة تشكيلها في المختبر»، مضيفاً إنهم «تمكنوا من تسريع التطور آلاف المرات وأعادوا توجيهه لإنتاج بروتينات جديدة».
فتحت أعمالهم الباب أمام إنتاج مواد جديدة وأنواع جديدة من الوقود الحيوي أكثر مراعاة للبيئة، وعلاجات ابتكارية، وفق ما أشارت إليه الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم القيّمة على هذه الجائزة.

ابتكار يراعي البيئة
أعادت أرنولد، أستاذة الهندسة الكيميائية في معهد «كاليفورنيا إنستيتيوت أوف تكنولوجي»، طريقة كتابة الحمض النووي، لمحاكاة التطور، ما أسهم في الاستغناء عن مواد كيميائية سامة مثل الوقود الأحفوري. يتم ذلك عبر إنتاج وقود حيوي من مصادر متجددة مثل قصب السكر، كما يتم تطوير مواد كيميائية أكثر مراعاة للبيئة، وتحسين سلع تستخدم يومياً مثل مساحيق الغسيل لتعزيز نتائجها على حرارة باردة.
عن ذلك، قالت أرنولد، التي كانت مصابة بسرطان الثدي عام 2016، إن «أجمل الأشياء وأكثرها تعقيداً وعملانية في العالم أتت نتيجة التطور. يمكننا الآن استخدام التطور للتوصل إلى أشياء لا يمكن لأي إنسان أن يعرف كيف يصممها». وأضافت إن «التطور هو أنجع وسيلة هندسية في العالم، وعلينا أن نستخدمه لإيجاد حلول بيولوجية جيدة للمشاكل. فبدلاً من استخراج النفط من باطن الأرض لإنتاج الوقود، يمكننا أن نستخدم طاقة الشمس المخزنة في النبات».

معالجة السرطان
طوّر سميث من جامعة ميزوري ووينتر المهندس الجيني في مختبر «أم أر سي» للبيولوجيا الجزئية في كامبريدج «طريقة أنيقة»، يمكن من خلالها استخدام فيروس يصيب البكتيريا لتطوير بروتينات جديدة، وفق الأكاديمية.
أدت أبحاثهم إلى تطوير أدوية لالتهاب المفاصل والصدفية والتهابات البول، فضلاً عن أجسام مضادة يمكنها القضاء على السموم ومحاربة الأمراض المناعية الذاتية ومعالجة السرطان المنتشر في أنحاء الجسم. وأوضح رئيس الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، غوران هانسون، أن أعمال العالمَين «لها تأثير هائل في مجال الطب خصوصاً، مع أدوية تقوم على الأجسام المضادة تترافق مع أعراض جانبية أقل وفاعلية أكبر».