فاز اليميني المتشدد، إيفان دوكي (41 عاماً)، بالانتخابات الرئاسية التي أُجريت في كولومبيا، أمس، وشهدت منافسة غير مسبوقة بين اليمين واليسار، متفوّقاً بذلك على منافسه اليساري غوستافو بيترو (58 عاماً). وبعد فرز الأصوات في 97 في المئة من الدوائر الانتخابية، حصل دوكي على 53,98 في المئة من الأصوات بينما نال بيترو، أول مرشح يساري يحقق تقدماً بهذا الحجم في انتخابات رئاسية، 41,8 في المئة.
وفيما تشير التحليلات إلى أن فوز دوكي سيهدّئ المخاوف من تغيّر النموذج الاقتصادي للبلاد، يثير فوزه في المقابل احتمال تغيير معاهدة السلام التاريخية المبرمة مع حركة القوات المسلّحة الثورية الكولومبية (فارك) في عام 2016. إذ إن دوكي، المقرّب من الرئيس المتشدد الأسبق ألفارو أوريبي، يطمح إلى تعديل اتفاق السلام الذي يصفه بأنه متساهل للغاية مع الحركة، كما تعهد في وقتٍ سابق.
وفيما كان يدلي بصوته يوم أمس محاطاً بأطفال، قال دوكي إنه يوّد أن يتأكد أن كل من ارتكب جريمة «سيدفع ثمنها».
يُذكر أن الاتفاق التاريخي أُبرم بعد 52 عاماً من المواجهات مع القوات الثورية المسلّحة، التي تحوّلت إلى حزب سياسي. ومنذ توقيع الاتفاق، قام سبعة آلاف «متمرّد» بتسليم أسلحتهم. لكن كولومبيا تواجه صعوبة في الخروج من النزاع؛ إذ إنها ما زالت تعاني من الفساد والتفاوت الاجتماعي الواضح خصوصاً في مجالي التعليم والصحة، إلى جانب عنف مجموعات مسلحة تتنازع تهريب المخدرات في أول بلد منتج للكوكايين في العالم.