في ظل استمرار العجز العربي عن الاتفاق على عقد قمّة عربية طارئة بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يبدو أنّ الحركة الدبلوماسية سيكون نجمها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي يصل اليوم إلى دمشق، في زيارة ستشمل الأردن أيضاً، وذلك بالتزامن مع موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة.ولم يخرج قادة دول مجلس التعاون الخليجي، في قمتهم في العاصمة العمانية مسقط أمس، باتفاق على موقف موحّد من الطلب القطري بعقد قمة طارئة بشأن غزة. ففيما أقرّت القمة في بيانها الختامي، اتفاقية الاتحاد النقدي والنظام الأساسي للمجلس النقدي الخليجي، اكتفى القادة بإدانة «العدوان الإسرائيلي» في غزة، داعين المجتمع الدولي إلى التحرك لحماية الفلسطينيين.
وفي مؤتمر صحافي تلى الجلسة الختامية، برّر وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، عدم الإشارة إلى القمة العربية الطارئة في البيان، بأن «لها ضوابط ولها إجراءات ولها أيضاً مسؤولية التشاور بين القادة العرب على كيفية انعقادها، وما سوف يُعرَض على هذه القمة وما يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية».
وأضاف بن علوي: «هذا الأمر معقود على اتصالات على مستوى القادة تجري لهذه الساعة للتأكد من أن البرنامج الذي ستنظر فيه القمة الطارئة سيؤدي إلى اتخاذ موقف عربي يساعد الفلسطينيين ويؤدي إلى تماسك الموقف العربي».
وكشف الوزير العماني عن أن بلاده أبلغت الجامعة العربية بموافقتها على حضور القمة الطارئة في الدوحة.
وبينما أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قبل يومين إلى أن الموعد المقترح للقمة هو نهاية الأسبوع الجاري، فقد تباينت المواقف العربية منها، بحيث أعربت القاهرة عن تحفظها الجدي حيالها، فيما لم تتخذ الرياض موقفاً نهائياً منها، على اعتبار أنها ستنتظر نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ اليوم، الذي سيبحث بدوره، في الدعوة القطرية إلى عقد القمة.
وفي السياق، عقد وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي الخمس (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا)، في طرابلس الغرب أمس، جلسة تشاورية للخروج بموقف مغاربي موحد حيال عدوان غزة. ورغم انعقاد هذا الاجتماع بعيداً عن الصحافيين، الذين سربوا معلومات عن تباين مواقف الدول المغربية حيال مجازر إسرائيل، فقد نفى وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم بشدة أن تكون هناك مواقف متباينة بين الوزراء المغاربة.
واختصر شلقم الردّ على صحة وجود التباينات بعبارة واحدة: «نحن متفقون على كل شيء».
وأشار شلقم، عقب الاجتماع، إلى أن الوزراء يشددون على ضرورة العمل الفوري «من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، والاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في القطاع»، موضحاً أن جزءاً من تلك المساعدات التي قدمتها ليبيا، قد وصل بالفعل إلى القطاع.
وترك الوزير الليبي مهمة «اتخاذ قرارات عاملة لمواجهة هذه المذبحة الإسرائيلية» إلى اجتماع وزراء الخارجية، من دون أن يفصح عن نوعية هذه القرارات.
على صعيد آخر، وغداة إعلان أنقرة وقف وساطتها السلمية بين سوريا وإسرائيل، من المتوقع أن يصل أردوغان إلى دمشق اليوم للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، لبحث «الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة». وبحسب مصادر دبلوماسية سورية تحدّثت لـ«الأخبار»، فإن جولة أردوغان تهدف إلى «بلورة مبادرة لوقف الأعمال العسكرية في غزة».
ولم تستبعد مصادر «الأخبار» أن يلتقي أردوغان في دمشق، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، قبل أن يغادر إلى الأردن، حيث ستستغرق زيارته ساعات.
وخلال استقباله السيناتور الجمهوري أرلين سبيكتر، شدد الأسد على «ضرورة وقف المجازر الإسرائيلية، ورفع الحصار الجائر عنه فوراً، وفتح المعابر جميعها دائماً»، بحسب ما جاء في بيان رئاسي سوري صدر بعد اللقاء.
وكان وزير الخارجية وليد المعلم، قد تلقّى قبل مغادرته إلى القاهرة لحضور الاجتماع الوزاري العربي، اتصالات هاتفية من نظيره الفرنسي برنار كوشنير، والنروجي يوناس غار ستور، والإسباني ميغيل إنخيل موراتينوس. وبحسب وكالة الأنباء السورية الحكومية «سانا»، فإن الاتصالات أجمعت على ضرورة «تضافر الجهود العربية والأوروبية الدولية للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها فوراً وتحقيق هدنة إنسانية تسمح بدخول مواد الإغاثة الطبية والغذائية للقطاع من كل المعابر، بما فيها معبر رفح».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)