مع بدء إعلان التعيينات في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، راجت تسريبات إسرائيليّة عن المبعوث الجديد لعمليّة السلام في الشرق الأوسط، وهو منصب غاب في ولايتي جورج بوش، وكان يتولاه دينيس روس خلال فترتي رئاسة بيل كلينتون.ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى في إسرائيل قوله إن أوباما يدرس تعيين السفير الأميركي الأسبق في مصر وإسرائيل، دان كيرتزر، مبعوثاً رئاسياً إلى الشرق الأوسط. ولفتت إلى أن قرار تعيين مبعوث دبلوماسي خاص يتبع للرئيس مباشرة لا لوزيرة الخارجية، يشير إلى الأهمية الخاصة التي يوليها الرئيس الأميركي المنتخب لتقدم المسيرة السياسية في المنطقة.
وأضافت «هآرتس» أن تعيين مبعوث خاص يمكن أن يمسّ بمكانة هيلاري كلينتون لكونها وزيرة خارجية، ولكنه بموازاة ذلك يمكن أن يساعد أيضاً في التصدي للمصاعب النابعة من علاقات زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون مع دول الخليج.
ورأت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ«الأخبار»، إيجابية في تعيين كيرتزر، الذي قالت إنه مقبول من السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن تعيينه قد يثير امتعاضاً في إسرائيل لاختلاف نهجه عن سلفه دينيس روس.
وأكدت المصادر أن كيرتزر اليهودي الذي يضع أميركيته في المقام الأول، على عكس روس، الطفل المدلل للوبي الصهيوني، وكان حريصاً على مصالح الصهيونية وإسرائيل قبل الإدارة الأميركية».
وكان كيرتزر من الفريق المرافق لأوباما في حملة الانتخابات التي خاضها داخل الحزب الديموقراطي، ثم بعد ذلك في الحملة العامة في مواجهة المرشح المنافس جون ماكاين. وهو من المستشارين الكبار للرئيس المنتخب في المواضيع الخارجية. كذلك، فإنه كان ضالعاً في الإعداد لزيارة أوباما إلى المنطقة وشارك في كتابة خطابه الذي ألقاه أمام اللوبي الصهيوني الداعم لإسرائيل «إيباك»، والذي يراه مراقبون من أهم خطابات المرشح الديموقراطي في القضايا الدولية.
وكيرتزر (59 سنة) هو يهودي محافظ يحرص على أداء الفرائض الدينية ويتكلم اللغة العبرية بطلاقة. وسبق له أن شغل سلسلة من المناصب في دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، وكان عضواً في فريق السلام الذي كان يرأسه دينيس روس في إدارة الرئيس بيل كلينتون. وفي منتصف الثمانينيات، عمل كيرتزر مستشاراً سياسياً في السفارة الاميركية في تل أبيب، وفي نهاية التسعينيات عينه الرئيس كلينتون سفيراً للولايات المتحدة في مصر، قبل أن يعينه جورج بوش عام 2001 سفيراً في إسرائيل، وهو المنصب الذي شغله حتى 2005.
في عام 2006، اعتزل كيرتزر الخدمة في وزارة الخارجية وعيّن رئيساً لدراسات الشرق الأوسط في كلية ودرو ولسون للشؤون العامة والدولية في جامعة برينستون. ويحمل كيرتزر لقب دكتوراه من جامعة كولومبيا وعمل عميداً في الكلية اليهودية «يشيفا كولدج».
(الأخبار)