يتحضّر مئات مهندسي البرمجيات وعاملين آخرين في «غوغل»، اليوم، للخروج من مكاتب الشركة في جميع أنحاء العالم للمشاركة في مسيرة تحت شعار «Walkout For Real Change»، احتجاجاً على تعامل الشركة «المتساهِل» مع مدراء تنفيذيين وموظفين متّهمين بـ«التحرّش الجنسي».وفي أحدث تعبير عن حالة السخط ضد استغلال الرجال للمرؤوسات، وخصوصاً العاملات في مجال صناعة التكنولوجيا، وبعد أسبوع حافل بالانتقادات التي طاولت الشركة لـ«تستّرها على حالات تحرّش»، أفاد منظّمو التّحرك لصحيفة «نيويورك تايمز» بأن أكثر من 1500 موظف، معظمهم من النساء، يخطّطون للخروج من أكثر من 60 في المئة من مكاتب «غوغل» في تمام الساعة 11:10 صباحاً، وفقاً لكل منطقة زمنية في العالم. علماً أن التحرك يبدو أنه انطلق في الدول الآسيوية، كما تشير الصور التي نشرها منظّمون خرجوا من مكاتب طوكيو وسنغافورة على حساباتهم الرسمية في موقع «تويتر» وتطبيق «إنستغرام»، وفي أسفلها وسم GoogleWalkout#.



بحسب المنشور الرسمي للتحرّك، يُطالب المنظمون «غوغل» بإجراء خمسة تغييرات ملموسة على سياسة الشركة، هي:
وضع حد للتحكيم القسري في حالات التحرش والتمييز.
الالتزام بإنهاء التمييز في الأجر وفرص العمل.
تقديم تقرير شفاف وعلني حول أي تحرش جنسي يُكشف عنه.
وضع آلية واضحة وموحّدة وشاملة عالمياً للإبلاغ عن أي تحرّش جنسي بشكلٍ آمن ويحفظ السرية.
تواصل كبير مسؤولي إدارة التنوّع في الشركة بشكل مباشر مع المدير التنفيذي وتقديم التوصيات مباشرة إلى مجلس الإدارة. بالإضافة إلى ذلك، تعيين ممثل عن الموظفين في المجلس.

التّحرك يأتي بعد أسبوع من تقرير لـ«نيويورك تايمز» يستند إلى وثائق داخلية للشركة العملاقة، ويفيد بتستّر «غوغل» على حالات تحرش، أبرزها قضية مصمّم نظام تشغيل «أندرويد» في «غوغل»، أندرو روبن، الذي تلقّى تسوية نهاية خدمة بقيمة 90 مليون دولار، برغم أنه واجه اتّهامات بسوء التصرف. يوم الجمعة الماضي، حاولت «غوغل» أن تحتوي الأزمة بالاعتذار، وشرحت أنها طردت 50 شخصاً بسبب سوء السلوك. لكن ذلك لم يكن كافياً، في ظلّ النقاش المحتدم بشأن التمييز الذي تتعرض له المرأة في شركات صناعة التكنولوجيا.

استقالة ديفول
الاتهامات بسوء السلوك الجنسي طاولت، أيضاً، ثلاثة مسؤولين تنفيذيين، بينهم مدير قسم الأبحاث والتطوير التجريبي التابع لشركة «ألفابِت» («غوغل أكس»)، ريتشارد ديفول. الأخير، وبعدما كشفت الصحيفة الأميركية عن تورطه في «مضايقات جنسية»، استقال يوم الثلاثاء من منصبه بعد عمل دام 7 سنوات.
وفق معلومات «نيويورك تايمز»، أقدم ديفول على التحرش بامرأة تقدّمت بطلب للعمل في «غوغل»، عام 2013. وبعد عامين من الحادثة، قدمت المرأة المعنية شكواها إلى الشركة، لكن ديفول بقي في منصبه.