لم يَخرج اجتماع قائد القوات الروسية في سوريا، بقائد «قوات سوريا الديموقراطية»، بأيّ جديد. حَمل ألكسندر تشايكو إلى مظلوم عبدي العرض القديم نفسه، والمتمثّل في إخلاء الشريط الحدودي بعمق 30 كلم، وتسليم مناطقه للجيش السوري، بما يتيح إبطال الذرائع التركية لشنّ الهجوم البرّي. لكنّ ردّ «قسد» لم يَخرج عن دائرة الإجابات الفضفاضة عينها المتمثّلة في الاستعداد للحوار والتنسيق مع الحكومة السورية من دون أيّ خطوة فعلية أو تنازل عملي، وهو ما يعني أن «الإدارة الذاتية» إنّما لا تزال تُراهن على شراء الوقت، أملاً في خروج موقف أميركي ضاغط وحازم يقيها خسارة المزيد من مناطق نفوذها في الشمال السوري. لكن حتى في حالة اليأس من موقف من هذا النوع، فإن «قسد» تعتقد أن تلقّي الضربة التركية، وتضييع جزء من معاقلها، يظلّان أهون من فقدان كامل الشريط الحدودي، الأمر الذي يجعلها تمضي في خيار المواجهة، على رغم اختلال الكفّة لغير صالحها، وغياب أيّ استعدادات جدّية لديها للقتال