ترفض «الصحّة العالمية» التعليق على ما نُشر من معلومات من تحقيقها الداخلي بوصفه «سرّياً ومحايداً»
وتزامن تسريب نتائج التحقيق، مع تسجيل هجوم جديد لمجموعة من فصيل «الشبيبة الثورية»، على مكتب «الصحّة العالمية» في مدينة القامشلي. وبحسب ما تنقله مصادر قريبة من عمل المنظّمات في مناطق سيطرة «قسد» لـ«الأخبار»، فقد تفاجأ موظّفو المنظمة بعدم تدخُّل «قسد» لحماية بعثة أممية تعرّض مقرها غير المحميّ لعملية تخريب شبه كاملة على يد الفصيل المتطرّف في تبنّيه أيديولوجيا «حزب العمال الكردستاني»، ما أجبر الموظّفين على اللجوء إلى الطبقة تحت الأرضية (القبو) من المكتب، إلى حين انتهاء الهجوم. وتشير المصادر إلى أن مكتبَي «يونيسيف» و«المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» تعرّضا لهجمات سابقة من المجموعة نفسها، اقتصرت على رشقهما بالحجارة، بالتوازي مع ترديد هتافات باللغة الكردية تتّهم المنظمات بالتهاون في تعاملها مع «قضايا الكرد المحقّة» - في إشارة إلى استمرار الاعتداءات التركية على مناطق سيطرة «قسد» -، وبعدم تقديم الكمّيات الكافية من المساعدات لتلك المناطق.
من جهتها، تفيد مصادر قريبة من «قسد»، في حديث إلى «الأخبار»، بأن مكتب الأخيرة الإعلامي حذّر الوسائل الصحافية النشطة في القامشلي، من التعامل مع الحدث الأخير أو نقل أخباره تحت طائلة العقوبة، وذلك على رغم أن «الإدارة الذاتية» نفسها كانت قد تبرّأت في مناسبات عدّة من «الشبيبة الثورية». وتُعرب المصادر عن اعتقادها بأن «قسد» تحاول «الضغط على المنظمات الدولية» لأهداف سياسية، من أهمّها وقف العمليات العسكرية التركية، وخاصة الغارات التي تنفّذها المسيّرات لتصفية القيادات الكردية. وفي هذا السياق، أصدر «حزب الاتحاد الديموقراطي»، الذي يعدّ العمود الفقري لـ«قسد» والجناح السوري لـ«الكردستاني»، بياناً مساء الأربعاء، اتّهم فيه «المجتمع الدولي والمنظّمات الدولية بغضّ الطرف والتساهل مع الخروقات التركية عن عمد».
وشكّلت الذكرى الخامسة لدخول «قسد» مدينة الرقة مناسبة إضافية لاتّهام المنظمات، من قِبَل «الإدارة الذاتية»، بالتهاون وعدم الجدّية في إعادة إعمار المدينة، فيما تدّعي مصادر كردية معارضة، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «الإدارة الذاتية» تلقّت معونات مادّية ومعدّات هندسية تكفي لإعمار الرقة، لكن ملفّات الفساد والسرقات التي راكمت ثروات قيادات الفصائل الكردية، هي السبب في تأخير حتى عملية إزالة الأنقاض أو تنظيف المدينة من مخلّفات الحرب».