القيادة التركية ستعمل بكلّ قوتها لمنع رفع اسم «الكردستاني» عن لائحة الإرهاب
وبحسب المصادر التي تواصلت معها «الأخبار»، فإن «قسد»، ومن خلال «الشبيبة الثورية» التابعة لها، تتعمّد إجبار السكّان في المناطق التي تسيطر عليها، وخاصة من المكوّن العربي، على توقيع العريضة التي يمكن أن تسلَّم للاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية من خلال زيارتَين ستقوم بهما القيادية إلهام أحمد إلى مدينة بروكسل البلجيكية، والعاصمة الأميركية واشنطن، إلّا أن المتوقّع أن يرفض الأميركيون والأوروبيون التعامل مع هذه العريضة لكونها ستهدّد علاقتهم بتركيا، العضو في «حلف شمال الأطلسي». وتقول مصادر من «المجلس الوطني الكردي»، فضّلت عدم الكشف عن هويّتها، في حديثها إلى «الأخبار»، إن القيادة التركية ستعمل بكلّ قوّتها لمنع رفع «الكردستاني» عن لائحة «التنظيمات الإرهابية»، على اعتبار أن خطوة من هذا النوع ستعني تقييد قدرة أنقرة على استهداف مواقع الحزب وشخصياته القيادية في سوريا والعراق، مع الإشارة هنا إلى أن القوات التركية كثّفت من عملياتها هذه في الآونة الأخيرة، وأحدثُها القصف الذي طال في الثاني من الشهر الحالي عدداً كبيراً من مواقع «الكردستاني» في محيط مدينة المالكية في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، إضافة إلى مواقع في إقليم كردستان، وما تلاه من ضربات تركية باستخدام الطيران المسيّر، كان أجددها يوم السبت الماضي، من خلال استهداف سيارة تابعة لـ«قسد» بالقرب من مدينة عامودا الواقعة شمال محافظة الحسكة أيضاً.
بالنسبة إلى قيادات «المجلس الوطني الكردي»، الذي يُعدّ إحدى أبرز الجهات الكردية السورية المعارِضة لـ«الكردستاني»، فإن عملية جمع التواقيع هي من ضمن «حركة الولاء الإعلامي» التي تمارسها «قسد» بين الحين والآخر، لتؤكد عمق انتمائها لـ«الكردستاني»، وتمثيل رأيه في الداخل السوري. وتنقل مصادر مقرّبة من المجلس، في حديثها إلى «الأخبار»، عن قياداته اعتقادهم بأن الإدارة الأميركية لن توافق على أن تكون الطرف الذي يبدأ بخطوة تزعج تركيا وتنقض العلاقة معها، على رغم التوتّر الذي لا يزال يَسِم هذه العلاقة. وتشير المصادر إلى أن «الشبيبة الثورية»، وهي إحدى أكثر الفصائل الكردية المتطرّفة ولاءً لـ«الكردستاني»، تستخدم أسلوب التهديد لإرغام السكّان على توقيع العريضة، وهو ما لا يخرج عن سياق سلوكياتها المستمرّة ضدّ هؤلاء، وخصوصاً العرب منهم، عبر إجبارهم على الخروج في تظاهرات داعمة لـ«الكردستاني»، فضلاً عن تجنيد أطفالهم في صفوف «وحدات الحماية الكردية» و«وحدات حماية المرأة» التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي»، ممثّل «الكردستاني» في سوريا، والذي يُعتبر في الوقت نفسه العامود الفقري لتحالف الفصائل المعروف باسم «قسد».
يُذكر أن «الكردستاني» صُنّف في العام 2002 كـ«منظمّة إرهابية» من قِبَل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وسوريا وأستراليا والمملكة المتحدة وكندا. وكان الحزب الذي تأسّس في عام 1978، قد أطلق صراعه المسلّح مع تركيا في عام 1984، قبل أن تتمكّن المخابرات التركية من اعتقال مؤسّسه عبد الله أوجلان، في عام 1999. وما بين عامَي 2013 و2015، توقّفت أعمال الحزب القتالية ضدّ الحكومة التركية بطلب من أوجلان من داخل معتقله، إلّا أن الحكومة التركية أسقطت الاتفاق بعملية عسكرية أطلقتها ضدّ «الكردستاني» في أراضي إقليم كردستان.