مع إعلان مجلس الأمن أنه سيجتمع في وقتٍ لاحقٍ اليوم بعد العدوان على سوريا، توالت منذ الصباح اليوم ردود الفعل على «العدوان الثلاثي 2018»، وقد تصدرتها التصريحات المؤيدة لدمشق، مع تأكيد الرئيس السوري، بشّار الأسد، في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن هذا العدوان جاء نتيجة فقدان القوى الغربية للسيطرة
سوريا: العدوان يزيدنا تصميماً
في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري، دان الرئيس الإيراني بشدّة العدوان الأميركي- البريطاني- الفرنسي على سوريا. وأكد روحاني استمرار وقوف إيران إلى جانب سورية والشعب السوري، كما أعرب عن ثقته بأن «هذا العدوان لن يضعف عزيمة الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب»، وفق بيان صادر عن الرئاسة السورية. من جانبه، أوضح الرئيس الأسد لروحاني تفاصيل العدوان، وكيفية صده، مؤكداً أنه جاء «نتيجة لمعرفة القوى الغربية الاستعمارية الداعمة للإرهاب أنها فقدت السيطرة، وفي الوقت نفسه شعورها بأنها فقدت مصداقيتها أمام شعوبها وأمام العالم»، ليأتي العدوان بعدما «فشل الإرهابيون بتحقيق أهداف تلك الدول حيث زجت بنفسها في الحرب على سوريا». وأكّد الأسد أن هذا العدوان لن يزيد سوريا والشعب السوري إلا تصميماً على «الاستمرار في محاربة وسحق الإرهاب في كل شبر من تراب الوطن».
من جهةٍ ثانية، نقلت وكالة «سانا» السورية عن مصدرٍ في الخارجية السورية أن «الجمهورية العربية السورية تعرب عن الاشمئزاز من الموقف المخزي لحكام مشيخة قطر بدعم عدوان الثالوث الغربي الاستعماري على سوريا والسماح بإطلاق حمم العدوان الحاقد من قاعدة العيديد الأميركية في قطر».بدورها، أعلنت «القيادة العامة» للجيش السوري، أنّ «العدوان الثلاثي غادر نُفذ عبر إطلاق حوالي مئة وعشرة صواريخ باتجاه أهداف سوريا في دمشق وخارجها... وقد تصدت منظومات دفاعانا الجوية بكفاءة عالية لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها، في حين تمكن بعضها من إصابة أحد مباني مركز البحوث في برزة».
لبنان
رئيس الجمهورية: لبنان يرفض استهداف أي دولة عربية


اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن «ما حصل فجر اليوم في سوريا لا يسهم في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية التي دخلت عامها الثامن، بل يعيق كل المحاولات الجارية لإنهاء معاناة الشعب السوري»، وفق بيان صادر عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية. تابع البيان أن ما حصل «قد يضع المنطقة في وضع مأزوم تصعب معه إمكانية الحوار الذي بات حاجة ضرورية لوقف التدهور وإعادة الاستقرار والحد من التدخلات الخارجية التي زادت الأزمة تعقيداً». وأكد الرئيس عون أن «لبنان الذي يرفض أن تستهدف أي دولة عربية باعتداءات خارجية بمعزل عن الأسباب التي سيقت لحصولها، يرى في التطورات الأخيرة جنوحاً إلى مزيد من تورط الدول الكبرى في الأزمة السورية، مع ما يترك ذلك من تداعيات».
بدوره، دان حزب الله العدوان الغادر على سوريا الشقيقة، معتبراً أنّه يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية وكرامة الشعب السوري وسائر شعوب المنطقة، واستكمال واضح للعدوان الصهيوني الأخير. وأشاد في الوقت نفسه بتصدي قوات الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري لصواريخ العدوان.
حركة أمل: ﻻ يمكننا النأي بأنفسنا عن استهداف سوريا ودورها خصوصاً ان هذا العدوان في تداعياته يطاول منطقة الشرق اﻻوسط، فهو يأتي في توقيت مشبوه يتزامن مع تحرير الجيش العربي السوري لمساحات واسعة من الجغرافيا السورية من سطوة اﻻرهاب ومع انصراف العراق ولبنان ﻻنجاز استحقاقاتهما التشريعية ومع هبّة الشعب الفلسطيني للتأكيد على حقه في العودة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ان حركة امل بقدر ما تعبر عن شجبها واستنكارها لهذا العدوان، تشيد بشجاعة القيادة والجيش والشعب السوري في تحفزهم وتأهبهم الذي مكنهم من اسقاط اهداف العدوان.

روسيا: اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي
دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم، إلى عقد اجتماع طارئ في مجلس الأمن لمناقشة التصرفات العدوانية لأميركا وحلفائها بحقّ سوريا، كما اعتبر أن تصرفات الولايات المتحدة الأميركية تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا وتثير موجة جديدة من اللاجئين. أضاف بوتين أن «مجموعة من الدول الغربية تجاهلت بسخرية إرسال خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا، واتخذت إجراءات عسكرية بدون انتظار نتائج التحقيق». تابع أن «منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أرسلت خبرائها إلى سوريا للتحقق من جميع الظروف، ولكن مجموعة من البلدان الغربية تجاهلتها بسخرية بالقيام بعمل عسكري دون انتظار نتائج التحقيق».
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 100 صاروخا مجنحا للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وصواريخ جو- أرض استهدف منشآت عسكرية ومدنية في سوريا، وبأنه تم استهداف المنشآت السورية من قبل سفينتين أميركيتين من البحر الأحمر وطائرات تكتيكية فوق البحر المتوسط وقاذفات «بي-1 بي» من منطقة التنف.
أبرز ما جاء عن الوزارة:
المواقع التي استهدفتها الضربات الصاروخية كانت مدمرة بشكل جزئي ولم تكن مأهولة
الضربات جاءت بعد نجاحات الجيش السوري
الطيران الأميركي استخدم قاعدة التنف المحتلة لشن العدوان على سوريا
سنسلم سوريا صواريخ من منظومة «إس- 300» المضادة للصواريخ
أما الجيش الروسي، فأكد أن الضربات التي شنّتها الولايات المتحدة وحليفتاها ضدّ سوريا، لم تتسبب بوقوع «أية ضحية» بين المدنيين والعسكريين.
كذلك، كتبت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على حساب الوزارة على موقع «فايسبوك» أنه «تم توجيه ضربة إلى عاصمة دولة تتمتع بالسيادة حاولت لسنوات طويلة الصمود وسط عدوان إرهابي». وأضافت أن الضربات الغربية تأتي «بينما كانت لدى سوريا فرصة لتتمتع بمستقبل سلمي». رأت زاخاروفا أن وسائل إعلام غربية تتحمل بعض المسوؤلية في الضربات، إذ إن البيت الأبيض صرح أنه يعتمد خصوصاً على «مصادر عديدة في وسائل الإعلام» لتبرير قناعته حول مسؤولية النظام السوري عن الهجوم الكيميائي.
اعتبر السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف أن الضربات تشكل «إهانة للرئيس الروسي» وستكون لها عواقب. وقال السفير في بيان: «حذرنا من أن تصرفات كهذه ستكون لها عواقب»، مضيفاً: «لقد تم تجاهل تحذيراتنا».

إيران:
ندّد المرشد الأعلى الإيراني آيه الله علي خامنئي بشدّة بالعدوان الثلاثي الذي شنّته باريس ولندن وواشنطن ضدّ سوريا، واصفاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بـ«المجرمين». صرّح خامنئي أثناء استقباله كبار القادة السياسيين والعسكريين في البلاد وفق ما ورد على حسابه على تطبيق «تلغرام»، أن «الهجوم الذي نُفّذ هذا الصباح على سوريا جريمة. أقولها صراحة أن الرئيس الأميركي والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطانية مجرمون (...) لن يحصلوا على شيء ولن يحققوا أي منفعة». وتوعد مساعد قائد الحرس الثوري الإيراني أميركا بأنّ عليها ترقب تبعات عدوانها، مؤكداً أنّ المجال أصبح متاحاً أكثر أمام جبهة المقاومة للرد على أميركا وحلفائها.

الصين: نحن ضدّ استخدام القوّة
أعلنت الصين معارضتها «استخدام القوة» عقب العدوان الثلاثي على سوريا، داعية للعودة «إلى إطار القانون الدولي». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا شونينغ، في بيان: «نعارض بشكل ثابت استخدام القوة في العلاقات الدولية وندعو إلى احترام سيادة واستقلال وسلامة أراضي جميع الدول».

أردوغان: لم أنم اللّيل!
رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالعدوان الثلاثي على سوريا، معتبراً أنها رد «مناسب» على «الهجمات غير الإنسانية التي يشنها النظام السوري». تابع أردوغان خلال اجتماع لحزبه في اسطنبول: «نعتبر أن هذه العملية مناسبة»، مضيفاً أن «النظام السوري رأى أن هجماته المتنامية في الأيام الأخيرة على معارضيه... لن تظل من دون ردّ».أوضح أردوغان أنه أمضى ليلته وهو يتابع آخر التطورات، مع إشارته إلى أنه «لا يمكن أن نقبل ما عاشه أطفال (سوريون) بعد استخدام أسلحة كيميائية. مهما كان منفذو (الهجمات) يجب أن يدفعوا الثمن».
تشاور الرئيس التركي مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بعد تنفيذ الضربات، لافتاً إلى أنه سيتشاور أيضاً مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وخلال اتصاله الهاتفي بماي، أكد أردوغان أن «الحل السياسي» هو الوحيد الذي يضمن السلام في سوريا، وفق مصدر في الرئاسة التركية. بدوره، كتب نائب رئيس الوزراء التركي، بكر بوزداغ، على «تويتر» أن بلاده أبلغت بالضربات وأن قاعدة «إنكرليك» في جنوب تركيا لم يتمّ استخدامها.
يأتي ذلك بعدما قال المتحدّث باسم «حزب العدالة والتنمية»، ماهر أونال، في مقابلة مع تلفزيون «سي إن إن ترك»، إن أنقرة أُبلغت بالضربات الأميركية والبريطانية والفرنسية على سوريا قبل تنفيذها. وفي وقت سابق اليوم وصف مصدر لوكالة رويترز في الخارجية التركية الضربات الجوية ضد سوريا بأنها رد «مناسب»، فيما رحبت تركيا بالعملية العسكرية التي قالت إنّها «ترجمت مشاعر الضمير الإنساني بأسره في مواجهة الهجوم الكيميائي على دوما».


كوبا: يشكل العدوان انتهاكاً سافراً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ولدولة ذات سيادة، ويؤدي الى تفاقم الأزمة وإلى تداعيات خطيرة في المنطقة بأكملها. وعبرت عن «تضامن الحكومة الثورية في كوبا مع سوريا شعباً وقيادة جراء هذا العدوان البربري».

قطر تؤيد
أيدت قطر العدوان العسكري الثلاثي ضدّ سوريا، وذلك في بيان لوزارة الخارجية القطرية. رأت الوزارة أن «استمرار استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية والعشوائية ضد المدنيين، وعدم اكتراثه بالنتائج الإنسانية والقانونية المترتبة على تلك الجرائم، يتطلب قيام المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لحماية الشعب السوري وتجريد النظام من الأسلحة المحرمة دولياً». أضافت أن «دولة قطر تدعم كافة الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل سياسي يستند إلى بيان جنيف لعام 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبما يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق في الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا الوطنية».