سقطت عفرين، وإن لم يقتحمها الجنود الأتراك وحلفاؤهم، حتى الساعة. بكل وضوح، لم يعد ممكناً قلب الموازين والمكتسبات الميدانية في معركة عفرين. المدينة التي قاومت، مع محيطها، العدوان التركي عليها، لمدة قاربت الشهرين، خنقها الغزاة وحاصروها، ولم يبقَ لها طريق للتنفس سوى معبر واحد يمرُّ بقرية الباسوطة جنوبي عفرين، ليصل منطقة نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي.الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعرب عن أمله أن «تتمكن قوات عملية غصن الزيتون من دخول مركز مدينة عفرين في ريف محافظة حلب شمالي سوريا، مساء اليوم، على أقصى تقدير». وجدّد عزم بلاده وإصرارها على تطهير عفرين ومنبج وشرقي نهر الفرات في سوريا، مما وصفه «التنظيمات الإرهابية». وأكّد أردوغان أنّ «الإرهابيين الذين كانوا يدّعون أنهم سيقاومون الجيش التركي في عفرين، بدأوا بالفرار من تلك المنطقة قبل وصول قوات غصن الزيتون إليها». وأضاف أنّ الهدف الرئيسي من عملية غصن الزيتون، «ليس الاستيلاء على الأراضي، بل تحرير تلك المناطق من التنظيمات الإرهابية»، وتابع: «لن نسمح لأحد بتهديدنا من طريق التنظيمات الإرهابية، وإن كانت قيادات بعض البلدان لا تستطيع تطهير أراضيها من الإرهابيين الذين يهدّدون حدودنا، فلا يحق لأحد أن يسأل عن سبب وجودنا هناك».
في السياق، شنّ الطيران التركي غارات جوية على حاجز لمقاتلين موالين لدمشق، اليوم، على الطريق الوحيد الذي يصل عفرين بمنطقة سيطرة الجيش السوري في الريف الشمالي لحلب، وتحديداً منطقتي نبل والزهراء. في المقابل، تقدم مقاتلون موالون لدمشق من منطقة نبّل إلى قرية الباسوطة جنوبي عفرين، الذي يُعَدّ المعبر الوحيد الذي يربط المدينة بمحيطها، ولا يسيطر عليه الجيش التركي وحلفاؤه. من جهته، سخر مسؤول مكتب العلاقات العامة في قوات سوريا الديموقراطية، ريدور خليل، قائلاً: «يبدو أن الرئيس التركي يحلم أحلام اليقظة من خلال قوله إن عفرين ستسقط الليلة». وأضاف: «في المدينة مئات الآلاف من المدنيين، والمدافعون عنها على أسوارها ولن يسمحوا باقتراب الجيش التركي وفصائله الإرهابية منها بهذه السهولة»، محذراً من أن «النتائج ستكون كارثية عليهم ومكلفة جداً».