لليوم الثاني على التوالي، يواصل مسلحو الفصائل التابعة لغرفة العمليات الأردنية «موك» هجومهم على مدينة درعا، في الجنوب السوري. فبعدما باءت محاولات المسلحين لاختراق المدينة أول من أمس من 7 محاور، نتيجة تصدي الجيش السوري لهم مدعوماً بالأهالي، كثّف المسلحون هجماتهم انطلاقاً من محور المنشية.وفشل المسلحون في إحداث أي خرق على أي من المحاور، بعدما زجّت غرف «موك» عند ساعات الظهر حوالى 1000 مقاتل لدعم 33 فصيلاً على الجبهات، إضافة إلى 1500 مسلح كان عند بداية الهجوم أمس. والمحاور الخمسة التي فشلت الفصائل في اختراقها هي: طفس ــ عتمان، اليادودة ــ عتمان، المخابرات الجوية، مخيم درعا والمشفى الوطني.

وشهد حي المنشية اشتباكات عنيفة، استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بين الجيش السوري والأهالي من جهة وبين مسلحي «موك» المدعومين ببعض العناصر الانتحارية من «جبهة النصرة» و«حركة المثنى الإسلامية» من جهة أخرى. فقد احتشدت في ساعات الفجر الأولى مجموعات من المسلحين جاءت من محاور مخيم النازحين ودرعا البلد والقصور والسبيل، بعد فشلها أول من أمس في إحداث أي خرق على المحاور المذكورة إلى داخل المدينة. في المقابل، كثفت قوات الجيش تحصيناتها في المنشية، لتبدأ بعد ذلك سلسلة اشتباكات عنيفة بين الطرفين، شارك فيها سلاحا الجو والمدفعية بنحو كثيف. وسقط في تلك اشتباكات عشرات القتلى والجرحى من المسلحين، في مقابل استشهاد عدد من عناصر الجيش و«الدفاع الوطني». تزامن ذلك مع استهداف المسلحين مواقع للجيش في منطقة تل الزعتر حيث استشهد عدد من العناصر. وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار»: «لم تنفع أساليب المسلحين الجديدة في الاقتحام التي تعتمد على أعداد كبيرة من الرمايات، فقد تم تجهيز تحصينات الجيش في وقت سابق بحيث لا توقع الرمايات خسائر جدية». وأشار المصدر إلى أن الجيش أدار المعركة لتكون على مستوى المحافظة بأكملها «حيث جرى تشديد الضغط على المسلحين في معظم ريف المحافظة، ما ساهم في انكفاء المهاجمين عن المدينة واقتصار هجماتهم على محور واحد (المنشية)، وذلك لكون قسماً منهم انسحب من محيط المدينة لمؤازرة جبهات أخرى».

نفى قائد شرطة الحسكة الانسحاب من حامية السجن وسط حالة نزوح للأهالي

وفي السياق ذاته، وجه الجيش ضربات مكثفة ضد المسلحين في كفر شمس وكفر ناسج وتل عنتر، في ريف درعا الشمالي الغربي، وتمكنت الوحدات الراجلة من استعادة نقطة عسكرية شمالي مزارع البيطار، كذلك استهدف سلاحا الجو والمدفعية مجموعات للمسلحين في إبطع وطفس وعتمان، ودمر الجيش دبابتين وعربة مصفحة في خربة غزالة من جهة علما، فيما قصف سلاح الجو مواقع للمسلحين في اليادودة وطفس والمزيريب والشيخ مسكين وبصر الحرير، ما أسفر عن مقتل وجرح عشرات المسلحين، من بينهم محمد أبو ماضي، القيادي في «ألوية جبل الشيخ» ومشعل فرحان الزعبي، قائد ميداني. كذلك قتل المصور في قناة «الجزيرة» محمد الأصفر أثناء تغطيته للمعارك في حي المنشية في مدينة درعا، فيما نشرت «التنسيقيات» أسماء 42 قتيلاً من «الجيش الحر» منذ إطلاق معركة «عاصفة الجنوب». وفي الحسكة، شن مسلحو «داعش» هجوماً عنيفاً على السجن المركزي في حي غويران، غربي المدينة، من ثلاثة محاور، وذلك بعد سيطرتهم أول من أمس على حي النشوة الغربية. ودارت اشتباكات عنيفة في محيط السجن، فجّر خلالها مسلحو «داعش» سيارة مفخخة أسفرت عن استشهاد عدد من عناصر «الدفاع الوطني». وعلى خلفية توارد الأنباء عن انسحاب حامية السجن منه، نفى قائد شرطة الحسكة اللواء حسيب الطحان نبأ الانسحاب، مؤكداً أنها «موجودة في أماكنها لحماية السجن، وتقوم بواجبها الوطني»، وأن «عناصر فرع الأمن الجنائي يستبسلون في التصدي لمسلحي داعش». كذلك فجّر مسلحو «داعش» سيارة مفخخة أخرى بالقرب من حاجز الغزل شرقي الحسكة، وسيارة أخرى مقابل فرع الأمن الجنائي في النشوة الغربية، وسط تتالي هجمات مسلحي «داعش» من محور دوار النشوة، جنوبي الفرع، ومحور النشوة الشرقية، غربي الفرع. فيما تواصلت الاشتباكات بين الجيش والمسلحين في منطقة كوكب، إضافة إلى المناطق الثلاث التي فجر فيها «داعش» سياراته المفخخة. وفي السياق ذاته، قصفت مدفعية الجيش المواقع التي سيطر عليها «داعش» في النشوة الغربية، فيما أفاد ناشطون معارضون عن قيام التنظيم بإعدام نحو 15 عنصراً من الدفاع الوطني في منطقة النشوة، ونزوح نحو 60-70% من السكان. وفي ريف دمشق، توعّد «جيش الإسلام» على لسان ناطقه العسكري، إسلام علوش، تنظيم «داعش» بالقصاص رداً على قيام التنظيم بذبح 12 مسلحاً من «جيش الإسلام» في منطقة جبل دكوة في القلمون الشرقي.




دعا وزير الإعلام عمران الزعبي، سكان الحسكة إلى التعبئة لقتال مسلحي «داعش»، وطالب «كل رجل وكل امرأة وكل شاب قادر على حمل السلاح بالتحرك الفوري والانضمام إلى المواقع الأمامية على الجبهة للدفاع عن المدينة». وأضاف أنّ الجيش يواجه «عدواناً إرهابياً» لم يسبق له مثيل، مشيراً إلى «هجمات ضد قوات الحكومة السورية في الحسكة وأماكن أخرى في أنحاء سوريا». وأكد محافظ الحسكة محمد زعال العلي، أن الأمور في المدينة بخير، وهي آمنة ومستقرة، مشيراً إلى أن الجيش والجهات الأمنية ومجموعات الدفاع الشعبية ثابتة في مواقعها الاستراتيجية والاحترازية للحفاظ على أمنها.