يستعد السعودي عبدالله المحيسني لإعلان ولادة جديدة لـ«جيش الفتح»، تأتي نتيجة الضغط التركي نحو إعادة دمج الفصائل تحت قيادة موحدة، بعد تفكك الجسم العسكري جراء تزايد الخلافات والاغتيالات المتبادلة. فعلى مدار الأسابيع الماضية، عقد المحيسني سلسلة اجتماعات مع قيادات فصائل «جيش الفتح»، بالتزامن مع إرساله مندوبين من «جبهة النصرة» لإقناع «جند الأقصى» بالعودة إلى غرفة عمليات «القوة التنفيذية»، وذلك بعد نجاحه في ضم «الحزب الإسلامي التركستاني».وقال مصدر مقرب من «جيش الفتح» لـ«الأخبار» إن الاستخبارات التركية استدعت المحيسني في آذار الماضي، مع عدد من قادة الفصائل التي تدعمها، وطلبت منه إعادة لم شمل «جيش الفتح» وإنهاء الخلافات والتحضير لعمل عسكري، مشيراً إلى أن المحيسني كان قد قرر في شباط الماضي، أن يعتزل العمل العسكري بعد الإصابات المتكررة التي تعرض لها، إلا أنه عاد عن قراره وبدأ حينها جولة على أرياف إدلب وحماة وحلب لتطبيق الأمر التركي. ومن جهته، أعلن القيادي في «أحرار الشام»، أبو يزيد التفتنازي، عودة غرفة عمليات «الفتح» التي تضم إلى جانب «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» كلاً من «فيلق الشام» و«أجناد الشام» و«الحزب الإسلامي التركستاني»، إضافة إلى «جيش السنة» و«لواء الحق».
رفض «جند الأقصى» الانضمام إثر خلاف مع «أحرار الشام»

كذلك، أضاف المصدر أن عملية إعادة الهيكلة اعترضتها عدة عراقيل، كان أبرزها رفض «جند الأقصى» الانضمام رسمياً، إثر خلاف مع قادة «حركة أحرار الشام الإسلامية»، واقتصار وجوده على مجموعات تشارك في الأعمال القتالية ضمن «النصرة» إن احتاج الأمر.
وذكرت مواقع معارضة أن الغارة التي استهدفت مطلع نيسان الماضي مقراً لـ«جند الأقصى» في بلدة كفرجالس، شمال إدلب، والتي قتل فيها القيادي البارز في «النصرة» رضوان نموس، الملقب بأبو فراس السوري، مع 20 آخرين، كانت خلال اجتماعه مع قادة من «الجند» لإقناعهم بالعمل ضمن غرفة عمليات «الفتح». وفي السياق، أشارت مصادر في ريف إدلب إلى أن المحيسني أرسل دعوات إلى فصائل في حلب للانضمام إلى «جيش الفتح» ومنها «حركة نور الدين الزنكي» و«لواء السلطان مراد»، غير أنهما رفضا الأمر.
إلى ذلك، قالت مصادر معارضة إن المحيسني لم يوجه دعوة الى «جيش الإسلام» في إدلب، موضحة أن جميع الفصائل على خلاف مع الأخير، بعدما طردته اخيراً من معارك ريف إدلب، «لعدم التزامه عسكرياً وإحداثه خللاً في العديد من المعارك التي تسببت بخسائر بشرية». وأضافت المصادر أن «جيش السنة» لاقى معارضة في بداية الأمر من بعض قادة الفصائل، نتيجة الاستفزازات التي قام بها عناصره داخل مدينة إدلب خلال الأشهر الماضية، مشيرة إلى أن المحيسني تعهد تفعيل عمل المحاكم الشرعية التابعة لـ«الفتح» ومحاسبة أي فصيل يرتكب أخطاء بحق الفصائل الأخرى وإيقاف الدعم المادي والعسكري المقدم من الخارج.