winter sleep
ليس لأنّه فيلم السعفة فقط، ولكن Winter Sleep إثبات آخر على سحر المعلّم التركي نوري بيلج جيلان (1959). إنّه قادر على الأفلمة والإبداع وسط الثلوج وفي مختلف الـ«مناخات». في منطقة نائية من الأناضول، يطرح أسئلة الأخلاق والفلسفة والوجود. يلامس برغمان وينهل من تشيخوف عبر ثلاث ساعات وربع من الشعر والبناء البطيء. جيلان مفرط في الحوارات، كأنّه يريد تعويض الكلام القليل في كل أفلامه السابقة. سينماتوغرافيا مدهشة في شريط لا يمكن أن يفوّت.

Foxcatcher

ها هو الأميركي بينيت ميللر (1966) يقترح تحفة أخرى بعد «كابوتي». علاقة شائكة بين مصارعين وملياردير تذهب إلى مناخات جحيمية وصادمة. ميللر يفتح النار على أمييكا العنف والسلطة وتوحش المال بطريقته. كما فعل مع الراحل فيليب سيمور هوفمان، يقوم بتفجير طاقات ممثليه كجواهر نقيّة ومصقولة. الكوميدي ستيف كاريل غول أداء كما لم نشاهده من قبل. ترشيح الأوسكار على الطريق غالباً.


Birdman

في أحد المقالات، امتعض ناقد عربي من طول اسم أليخاندرو غونزاليس إيناريتو (1963). السينمائي المكسيكي الذي جرّب أساليب سرد كثيرة في أفلام سابقة، يحقق هنا دراما كوميدية لا تشبه ما سبق. في Birdman ــ The Unexpected Virtue of Ignorance، نحن بصدد ممثل يعتاش على أمجاد أفلام السوبرهيرو الكريهة وهامش الحياة. يحاول استعادة نجوميته من خلال عرض مسرحي. بنية الفيلم كتداخل الكواليس. انعطافات وممرّات ومفارقات تخرج من اللا مكان. سينماتوغرافيا لافتة، تُضاف إلى أداء متوهّج لإدوارد نورتون في دور النجم اللامع/ الكابوس بالنسبة لزميله المندثر.


A Pigeon Sat on a Branch Reflecting on Existence

السويدي روي أندرسون (1943) يستكمل ثلاثية «أن تكون إنساناً». كان أوّلها «أغنيات من الطابق الثاني» (2000) و«أنت، الحي» (2007). العنوان فريد من نوعه. A Pigeon Sat on a Branch Reflecting on Existence (حمامة جالسة على غصن تتأمل في الوجود) لم يغادر الموسترا بأقل من الأسد الذهبي. كولاج من العبث، والهزل، والجد، والضجر، والكآبة، والفلسفة. برغمان وبرسيون في «باكيدج» واحد مع لوريل وهاردي وصموئيل بيكيت، خلال تجوال البائعين جوناثان وسام. شوارع غوتنبرغ (عاصمة موسيقى الميتال بتيماتها الوجودية الكئيبة) فضاء مناسب لكل ذلك. سيمرّ وقت طويل قبل أن نشاهد فيلماً كهذا.


Boyhood

«في حال وفاتي، تولّى الإخراج أنت». قالها الأميركي ريتشارد لينكلاتر (1960) لبطله المفضل إيثان هاوك أثناء إنجاز هذه التحفة. 12 عاماً من التصوير المتقطع لطفل (إيلار كولترين) لا يفعل شيئاً سوى النمو والاحتكاك بالمحيط. مغامرة مجنونة شديدة الالتصاق بالحياة اليومية والعائلة، من دون توجيه أو فبركات برامج تلفزيون الواقع. إنّها الحياة تمرّ أمامنا بكل سلاسة مع أداءات خلّابة لا يمكن أن تُنسى.

Two Days‚ One Night

ليس أفضل أعمال الأخوين البلجيكيين داردين، ولكنه فيلم مينيمالي حميمي كبير. عاملة تحاول إنقاذ وظيفتها زمن الكساد. درس في الـ«وان شوت» وإدارة الممثل. ماريون كوتيار مبهرة ومتوهجة في واحد من أعظم الأداءات.


Goodbye to language

يكفي أنّ جان لوك غودار (1930) قرّر أن ينجز فيلماً بالأبعاد الثلاثة. الفرنسي كبير «الموجة الجديدة» وأحد أساطير السينما الأحياء، يجرّب تقنياً وسردياً، من خلال حالات متعددة بين رجل وامرأة وكلب. في «وداعاً للغة»، غودار يعطف على السينما، ويمنح تقنياتها التجارية الحديثة بعض الإنسانية والجمال. نعم، ليس أفضل أفلامه، ولكن حضوره بعد عتبة الثمانين يقول الكثير ممّا لا يوصف لغوياً، فيقول لها: «وداعاً».


نصائح أخرى

الفيلم الصيني Black Coal, Thin Ice (إخراج دياو ينان)، والفيلم الوثائقي الأميركي Jodorowsky’s Dune (إخراج فرانك بافيتش)، والفيلم البريطاني Mr. Turner (إخراج مايك لي)، والفيلم الكندي Mommy (إخراج كزافييه دولان)، إضافة إلى فيلم الكوميديا السوداء الأرجنتيني Wild Tales الذي يحمل توقيع المخرج داميان سيفرون. ويمكن الاطلاع أيضاً على Nightcrawler للأميركي دان غيلروي، والفيلم الروسي Leviathan (الطاغوت) للمخرج أندري زفياغينتسيف، وUnder The Skin g لجوناثان غلايرز، وInside Llewyn Davis إخراج الأخوين كوين، فضلاً عن The Wolf of Wall Street (ذئب وول ستريت ــ الصورة) لمارتين سكورسيزي، وStand Clear of the Closing Doors لسام فلايشنر، وInterstellar لكريستوفر نولان، وGone Girl لدايفد فينشر، وOnly Lovers Left Alive (وحدهم العشاق بقوا أحياء) لجيم جارموش، وThe Imitation Game لمورتن تيلدوم، وLOCKE لستيفن نايت.وهناك أعمال يجب ألا نغفل عنها بينها Dear White People لجاستين سيمين، وThe Babadook لجنيفر كينت، وA Most Violent Year لجاي. سي. شاندور، وA Most Wanted Man للهولندي أنطون كربيجن، وwild لجان مارك فالي، وInherent Vice لبول طوماس أندرسون.

Ida

دراما الأبيض والأسود التي اكتسحت الأوسكار الأوروبي بخمس جوائز، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج واختيار الجمهور. البولندي باول بافليكوفسكي (1957) يقترح قصة من ستينيات بلاده، عن «آنّا» التي تكتشف سراً مظلماً عن عائلتها فيما تستعد لتصبح راهبة. رحلة اكتشاف الهوية تعيدها إلى الهولوكوست لطرح أسئلة إشكالية. كل شيء كما يجب أن يكون. أداء بديع من ممثلين نتعرّف إليهم للمرّة الأولى. سينماتوغرافيا أخّاذة، وإدارة متمكّنة لكل ذلك. الجوائز الكثيرة التي يحصدها الفيلم أينما ذهب، تصدّر توقعات مهمة بشأن الأوسكار القادم.

The Salt of the Earth

التسجيلي الفائز بجائزة خاصة من لجنة تحكيم برنامج «نظرة خاصة» في الدورة الأخيرة من «مهرجان كان السينمائي الدولي». ملحمة بصرية عن الفوتوغرافي البرازيلي سيباستياو سالغادو، وتوثيقه لأكثر من 40 عاماً من الأحداث السياسية والصور النادرة. الإخراج لأحد رموز السينما الألمانية الجديدة فيم فيندرز (1945) بالاشتراك مع ابن المصوّر الأكبر جوليانو ريبيرو سالغادو. إضافةً إلى نبش صور خلّابة وصادمة للعين، يتابع «ملح الأرض» حياة المصوّر الخاصة، والأثمان التي دفعها في سبيل العمل والترحال. شريط يصرخ من أجل المشترك الإنساني. يتساءل عن حال الكوكب والطبيعة، مزدرياً حروب البشر وما إلى ذلك من ترهات.


Citizenfour

المخرجة الأميركية لورا بويتراس والصحافي البريطاني غلين غرينوالد يطيران إلى هونغ كونغ للقاء Citizenfour الذي لم يكون سوى البطل/ «الخائن» الشهير إدوارد سنودن. قوّة الوثائقي نابعة من محتواه الـ«سكوب». ظهور سنودن شخصياً والمعلومات التي يقدّمها. الإشكالية المحيّرة في قضيته كلها. الشريط سينافس بقوّة في الأوسكار المقبل. هذا مؤكّد.


The Grand Budapest Hotel

يواصل الأميركي ويس أندرسون (1969) استيحاء قصصه من مصادر منوّعة. نحن في بلد افتراضي شرق أوروبا يدعى «زبروفكا». «ميسيو غوستاف» (رالف فاينس) كبير الحجّاب في فندق شهير، وصديقه العامل البسيط «زيرو مصطفى» (أف. موراي أبراهام/ طوني ريفولوري) يخوضان مغامرات لا تنتهي إثر جريمة قتل وسرقة لوحة ثمينة من عصر النهضة. كالعادة، يخلق الأميركي الشاب عالماً زاخراً بالعلاقات والمفارقات والألوان والديكورات المرتّبة والميزانسين المرسوم بدقّة والكثير من اللقطات العرضية والعمودية. هنا، ينتقل لمستوى أعلى من الهوس الفني. الفائز بالدب الفضي في الـ«برليناله» الأخير، واحد من أجمل أفلام العام وأكثرها روعةً.