شهد الدوري الإنكليزي الممتاز ثنائيات تنافسية مختلفة منذ بداية الألفية. تمثّلت البداية بصراعٍ محتدم بين المدرّبَين أليكس فيرغسون وأرسين فينغر، من خلال تنافس فريقيهما مانشستر يونايتد وآرسنال تباعاً على اللقب. تسلّم بعدها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الشعلة من سلفه الفرنسي، وقارعَ رفقة تشيلسي شياطين «السير» الحمر. ومع تنحّي «كبار» المدربين، اختلفت موازين القوى شيئاً فشيئاً، ليأتي الدور على ثنائية بيب غوارديولا ويورغن كلوب بتنافس فريقيهما مانشستر سيتي وليفربول.في موسم 2018-2019، تُوّج «السيتي» بلقب الدوري على حساب «الريدز» في الجولة الأخيرة، وبفارق نقطة واحدة، لينتقم ليفربول في الموسم اللاحق ويحقّق اللقب بفارق 18 نقطة عن الوصيف مانشستر سيتي. تفوّقَ السيتي بعدها في موسم 2020-2021 وحلّق منفرداً بالصدارة، ليعيد في الموسم اللاحق «سيناريو» 2018-2019 ويُتوّج مرة أخرى بفارق نقطة واحدة على حساب ليفربول أيضاً.
«سيطرة» سيتي-غوارديولا انسحبت إلى الموسم الماضي حيث فاز أزرق مانشستر بلقبه الخامس في الدوري من آخر 6 نسخ، وهو يطمح إلى تحقيق لقبه السادس هذا الموسم والعاشر تاريخياً. لكنّ المهمة لن تكون سهلة، حيث تصطدم مساعي غوارديولا بشغف المدرب يورغن كلوب، في صراعٍ قد يكون الأخير بين الطرفين في الدوري الإنكليزي الممتاز.
متسلّحاً برغبة البقاء في الصدارة ومشحوناً بالعاطفة، سيقاتل ليفربول للفوز في مباراة الغد. بعيداً عن الأهمية الفنية للمباراة، سبق أن أعلن كلوب رحيله عن ليفربول في نهاية الموسم، ما سيجعل لاعبي الفريق يقاتلون لإهدائه جميع الألقاب المتاحة هذا الموسم.
ويدخل ليفربول اللقاء مدجّجاً بالإصابات، حيث من المرجّح أن يغيب كل من ألكساندر ترنت آرنولد، وأليسون بيكر، وديوغو جوتا، وكورتيس جونز، وريان غرافنبيرش، وجويل ماتيب، وتياغو ألكانتارا، وستيفان بايتيتش.
يدخل ليفربول اللقاء مدجّجاً بالإصابات


وهناك بعض الشكوك حول المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي الذي أخرجه كلوب من مباراة منتصف الأسبوع لتعرّضه لضربة ضد سبارتا براغ (وضع ليفربول قدماً في ربع نهائي الدوري الأوروبي بفوزه 5-1 في ذهاب الدور الـ16)، وكذلك جايدن دانز الذي تعرّض لارتجاج في المخ أمام نوتنغهام فورست ومن غير الواضح حتى الآن ظهوره ضد مانشستر سيتي.
من جهته، يخوض مانشستر سيتي اللقاء منتشياً ببلوغه دور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا بعد تجاوزه كوبنهاغن. وعلى نهج ليفربول، يعاني «السيتيزينز» من إصاباتٍ مؤثرة، تتمثل بالثلاثي جاك غريليش وجيريمي دوكو وماتيوس نونيز، مع وجود أمل ضعيف في مشاركة دوكو ونونيز.
ويعوّل «السيتيزينز» في لقاء الأحد على الجناح المتألق فيل فودين والمهاجم «الفتاك» النروجي إرلينغ هالاند متصدّر ترتيب الهدافين بـ 18 هدفاً، فيما عزّز ليفربول آماله باستعادة جهود مهاجمه المصري محمد صلاح بعد غيابه عن الملاعب للإصابة.
وتميل الكفة إلى صالح غوارديولا في الدوري الإنكليزي الممتاز على حساب كلوب، حيث التقى الثنائي 15 مرة منذ عام 2016، ففاز الإسباني خمس مرات مقابل 4 انتصارات للألماني، وتعادلا 6 مرات. وجاء فوز مانشستر سيتي «اليتيم» على أرض ليفربول منذ عام 2003، خلفَ أبوابٍ موصدة قبل ثلاث سنوات.
إحصاءات متفاوتة لن تؤثر على رغبة الفريقين في تحقيق الفوز الأهم ضمن مشوار الدوري هذا الموسم، سعياً، وباختلاف الحوافز، إلى تحقيق اللقب في نهاية المطاف.