انتهت القمة المدريدية التي جمعت أتليتيكو بنظيره الريال، بتتويج هذا الأخير في بطولة كأس السوبر الإسبانية بعد أن احتكم الفريقان إلى ركلات الجزاء، إثر التعادل السلبي في الوقتَين الأصلي والإضافي. بطولة جديدة حقّقها رجال المدرب زين الدين زيدان على حساب الـ«روخيبلانكوس»، ستعطي دفعة كبيرة للاعبي الـ«ميرينغي» في استحقاقات الموسم الحالي، والأهم هي ولادة نجم جديد في سماء العاصمة الإسبانية.تحديات كبيرة تواجه ريال مدريد هذا الموسم على مختلف الأصعدة، بدءاً من الإدارة مروراً بالمدرب واللاعبين، وذلك بعد سوق الانتقالات الضخم الذي عرفه النادي مع عودة المدرب الفرنسي مرة أخرى. الإدارة تعوّل على لاعبيها الجدد، ولكن ما هو لافت كان الأداء المميّز لمتوسط الميدان الأوروغوياني فيديريكو فالفردي، الذي يقدم موسماً كبيراً حتى اللحظة، وقد زاد وهجه إثر ارتكابه مخالفة في الدقائق الأخيرة أمام أتليتيكو مدريد لعبت دوراً كبيراً في تحقيق اللقب. بعيداً عن «الجانب الأخلاقي» للعرقلة، وما تعكسه من خصال في سلوك اللاعب، يعدّ فالفيردي أحد أبرز لاعبي الريال هذا الموسم، وقد نجح بفعل أدائه اللافت بتثبيت قدميه في منظومة زين الدين زيدان.
ولد فيديريكو سانتياغو فالفيردي ديبيتا عام 1998 في مدينة مونتيفيديو بالأوروغواي. التحق عام 2008 بأكاديمية بينارول لكرة القدم حيث طوّر موهبته الكروية، ليتلقى بعدها دعوة لتمثيل ألوان منتخب الأوروغواي تحت 15 عاماً. كان ذلك بعد عامين من التحاقه بالأكاديمية.
في موسم 2015/2016، اتّخذت مسيرة فالفيردي منعطفاً جديداً، بعد أن التحق أسطورة كرة القدم الأوروغوانية دييغو فورلان بالفريق الأول لبينارول، ليصبح بعدها أفضل لاعب في كأس عالم 2010 بمثابة الأب الروحي لفالفيردي، بعد أن قدّم له الكثير من النصائح والتوجيهات.
في ذلك الموسم، حصل فالفيردي على فرصة اللعب مع ملهمه فورلان، بعد ترفيعه إلى الفريق الأول، ليتوّج بينارول حينها بلقب الدوري الأوروغوياني. ترك فورلان الفريق بعدها وذهب إلى تحدٍّ جديد. مع تألّق فالفيردي اللافت، انهالت العروض من الأندية الأوروبية على ابن الـ17 عاماً، ليتمكّن ريال مدريد من الحصول على خدماته في نهاية المطاف.
تضاعفت أهمية فالفيردي في خط وسط الـ«ميرينغي» وأصبح اللاعب الأهم في تسيير «ريتم» المباراة


شارك فالفيردي مباشرة مع الفريق الثاني لريال مدريد، وقد تمكّن من حجز مكان أساسي له، ليحصل بعدها على استدعاء من منتخب أوروغواي لتحت الـ20 عاماً. بعد مشاركته برفقة المنتخب، أراد فالفيردي إثبات إمكانياته للمشاركة مع الفريق الملكي الأول، ولكن حينها تمت إعارته لنادي ديبورتيفو لا كورونا، النادي الذي قدّم من خلاله اللاعب أوراق اعتماده في الأراضي الإسبانية. في إحدى المباريات أمام برشلونة خلال فترة إعارته، قدم فالفيردي أداءً استثنائياً ما جعل مواطنه لويس سواريز يتبعه إلى غرفة الملابس بعد المباراة ليطلب قميصه. مع انتهاء فترة إعارته، عاد فالفيردي إلى ريال مدريد في الحقبة الأسوأ للنادي الملكي أخيراً. كان ذلك في موسم 2018/2019 عندما كان المدرب الإسباني جوليان لوبيتيغي مدرباً للفريق. شارك فالفيردي حينها في بعض المباريات، كما تمكّن من إقناع المدرب الذي جاء بعد لوبيتيغي، وهو سانتياغو سولاري، ليثبت قدميه بشكل أساسي مع زيدان، تحديداً هذا الموسم.
يقدم اللاعب الأوروغواياني أداءً لافتاً في خط وسط نادي ريال مدريد منذ بداية الموسم. قيمة فنية كبيرة أظهرها اللاعب تحت قيادة زيدان جعلته بمثابة الرئة الجديدة للفريق الأبيض. مع تقدّم لوكا مودريتش بالعمر وانحسار أغلب وظائف كاسيميرو في الشق الدفاعي، تضاعفت أهمية فالفيردي في خط وسط الـ«ميرينغي» وأصبح اللاعب الأهم في تسيير «ريتم» المباراة. في ظلّ اعتماد خطة الـ4-3-3، برزت أدوار فالفيردي في سحب الفريق إلى الأمام والوجود في مراكز تسلم الكرة، إضافةً إلى التحركات من دون كرة في العمق التي أعطت فريق زيدان كثافة أكثر في الشق الهجومي.
لا يزال فالفيردي في الـ21 من عمره. بعد حادثة كأس السوبر، انقسمت الآراء في الأوساط الكروية حول ما فعله اللاعب بين مؤيدٍ ومعارض، خاصةً بعد نيله جائزة أفضل لاعب في المباراة ما اعتبره البعض تشجيعاً للاعبين على اللعب غير النظيف. ما هو أكيد، أن فالفيردي يمتلك موهبة استثنائية سيكون لها شأن كبير في المستقبل القريب.