بالرغم من ثقل الضائقة الاقتصادية تطل علينا في لبنان «صرعة» التقاط الصور مع نجوم كرة القدم العالميين، وما يترتب عليها من تكاليف، للوقوف بجانب «النجم الكبير». مئات اللبنانيين إن لم نقل الآلاف، «بروفايلاتهم» تخبرنا عن صيدهم الثمين الذي دفعوا لأجل الظفر به مبالغ محترمة، والمؤلم أن بعضهم اضطر للاقتراض، وربما تحت نوع جديد من القروض: «تصوّر مع نجمك المفضّل». أحد الشباب اللبنانيين يتحدث عن مغامراته في إسبانيا لرؤية نجوم نادي برشلونة. يقول الشاب العشريني إنه سافر إلى إسبانيا أكثر من مرّة طمعاً بالتقاط صورة مع نجوم فريق برشلونة وفي مقدّمهم الأرجنتيني ليونيل ميسي: «كنت أرصد مكان إقامة الفريق الكاتالوني عند مجيئه إلى العاصمة مدريد، أجلس لساعات في بهو الفندق متحيّناً الفرصة لملاقاة أحد لاعبي الفريق الذي أعشقه، ولطالما منعني رجال الأمن من الاقتراب من أحدهم، حتى عند صعودهم إلى الحافلة التي تقلّهم إلى الملعب كنت أُواجه بالمنع والدفع». عدم النجاح في التقاط صورة مع النجوم، يدفع هؤلاء الأشخاص في غالبيّة الأحيان إلى التواصل مع أشخاص يعرفون هؤلاء النجوم، وهو ما يحصل أيضاً في لبنان. يلجأ المشجعون إلى أصدقاء النجوم للظفر بالصورة، وهو الأمر الذي ينجح غالباً. حتى أن بعض المشجعين لا يكتفون بصورة واحدة مع النجوم، فيكررون الأمر في أكثر من مرّة، ويزورون أكثر من بلد وأكثر من ناد بهدف مشاهدة لاعبيهم المفضلين، والذين يرغبون بالتقاط الصور معهم. فمنهم من يزور إسبانيا وإيطاليا، ومنهم من يزور أيضاً أندية إنكلترا لرؤية النجوم، وهو ما يترتب عليه تكاليف باهظة جدّاً، منهم من يكون قادراً على دفع تكاليف الرحلة الطويلة، ومنهم من يلجأ للاقتراض لإشباع هذه الرغبة. واللافت أنه في السنوات العشر الأخيرة، تفاقمت هذه الظاهرة خاصة في إسبانيا، مع الطفرة التي حصلت في كرة القدم هناك، خاصة مع ناديي برشلونة وريال مدريد، وكوكبة النجوم الموجودة في هذين الناديين خاصة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو. تتكرر هذه الظاهرة كثيراً في مجتمعاتنا، وتزداد يوماً بعد آخر. ربما تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورها، فيشاهد المشجعون صور بعضهم البعض، ويحاول أحدهم التشبّه بالآخر. يسعى الجميع إلى أخذ المبادرة وزيارة أندية الدول الكبرى لرؤية نجومهم المفضلين مهما كلّف الثّمن، حتى لو كلّف قرضاً مصرفياً يقوم بتسديده على مدى سنوات، فالصورة هي الأهم!